توترات البحر الأسود والطقس البارد تشعلان أسعار الحبوب في الأسواق العالمية
شهدت أسواق الحبوب العالمية، يوم الثلاثاء، تقلبات لافتة مع تسجيل ارتفاع في عقود الذرة والقمح ببورصة شيكاغو التجارية بنحو 1%، مدفوعة بتصاعد المخاطر الجيوسياسية في منطقة البحر الأسود وتدهور الأحوال الجوية في الولايات المتحدة، وفق تقديرات خبراء السوق.
وجاءت هذه القفزة بعدما أعادت التوترات العسكرية في البحر الأسود مخاوف انقطاع إمدادات الحبوب إلى الواجهة.
فقد شنت أوكرانيا خلال الأيام الماضية ضربات بطائرات مسيّرة استهدفت ناقلات نفط وسفناً روسية، من بينها سفينة محمّلة بزيت دوّار الشمس تعرضت لهجوم جديد الثلاثاء.
ورغم نفي مسؤول أوكراني تورط بلاده في آخر الهجمات، لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإمكانية منع كييف من الوصول إلى البحر، ما أثار قلق المتداولين حول سلامة خطوط الشحن.
ويقول أرلان سوديرمان، كبير الاقتصاديين في شركة StoneX، إن هذه التطورات تعيد إلى الأذهان موجة الصعود الحادة التي شهدتها أسعار السلع عند بداية الحرب الروسية الأوكرانية:
“الخطر اليوم هو عودة سيناريو تعطّل الإمدادات من واحدة من أهم مناطق تصدير الحبوب في العالم.”
في الولايات المتحدة، ساهمت موجة البرد القارس في تعميق الضغط على الأسواق، بعدما أدت كثافة الثلوج إلى إبطاء حركة الحبوب في ولايات الغرب الأوسط.
ويشير دون روس، رئيس شركة U.S. Commodities في أيوا، إلى أن الأسواق النقدية الأمريكية بدت أكثر تماسكاً بفعل هذا الوضع:
“المزارعون يبيعون بكميات أقل، والصناديق الاستثمارية تغطي بعض مراكزها القصيرة… يمكن وصف الوضع بعلاوة نقل ناتجة عن الطقس البارد.”
وفي المقابل، اتجهت عقود فول الصويا إلى الهبوط، متأثرة بظروف مناخية مناسبة في أمريكا الجنوبية، حيث يعزز الطقس الجيد التوقعات بحصاد وفير في البرازيل.
كما يراقب المستثمرون باهتمام مستوى الطلب الصيني، خصوصاً بعد إعلان وزارة الزراعة الأمريكية عدم تسجيل أي مبيعات عاجلة جديدة يوم الثلاثاء، عقب موجة حجوزات الأسبوع الماضي.
وقال جوش لورانس، المستشار لدى IKON Commodities في سيدني، إن تحرّك أسعار الصويا سيظل مرتبطاً بالإعلانات الأمريكية بشأن صادرات جديدة للصين، مؤكداً:
“السوق يحتاج إلى محفز قوي لكسر نطاق التداول الضيق الذي طبع شهر نوفمبر.”
على مستوى التداولات:
الذرة: صعدت العقود الآجلة لتسليم مارس بنسبة 1.1% لتغلق عند 4.50 دولار للبوشل.
الصويا: تراجعت عقود يناير بنسبة 0.3% لتستقر عند 11.24 دولار للبوشل.
القمح: ارتفعت عقود مارس بنسبة 1.2% لتصل إلى 5.41 دولار للبوشل.
بهذه التطورات، يبدو أن الأسواق الزراعية مقبلة على مرحلة جديدة من التقلب، مدفوعة بتشابك العوامل المناخية والجيوسياسية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة من تطورات في البحر الأسود وأمريكا الجنوبية.
