تصاعد التوتر بين ترامب وأجهزة الاستخبارات الأمريكية على خلفية الضربة النووية الإيرانية

عاد الخلاف العميق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأجهزة الاستخبارات الأمريكية للظهور مجددًا، بعد الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد المواقع النووية الإيرانية، والتي أعادت إشعال الجدل حول فعالية هذه العملية وتقييم تأثيرها الحقيقي.
أشارت تقارير أولية صادرة عن المخابرات الأمريكية إلى أن الضربات كانت ذات تأثير محدود، حيث نجحت فقط في تأخير برنامج إيران النووي لبضعة أشهر، دون أن تُحدث ضررًا جوهريًا يوقف تطور البرنامج بشكل كامل.
غير أن الرئيس ترامب رفض هذا التقييم علنًا، مؤكدًا أن الهجوم العسكري أسفر عن القضاء التام على البرنامج النووي لطهران، وهو موقف يتناقض بشكل واضح مع تقييمات أجهزة الأمن والمخابرات.
وفي خطوة أثارت المزيد من الجدل، وجه وزير الدفاع بيت هيجسيث انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام خلال إحاطة صحفية في البنتاجون، معاتبًا الصحافة على تغطيتها المكثفة للتقرير الذي خفّض من أهمية العملية، ما يعكس عمق الانقسام داخل الإدارة الأمريكية حول هذه القضية.
وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، فإن الخلاف بين إدارة ترامب وأجهزة المخابرات لا يبدو أنه سيختفي في المستقبل القريب، إذ يواصل الطرفان تبادل الاتهامات والتصريحات المتضاربة.
وفي تعليق له، وصف “لاري فايفر” — المسؤول الأمني السابق ورئيس أركان وكالة المخابرات المركزية سابقًا — هذا الصراع بأنه غير مسبوق، مشيرًا إلى أنه لم يشهد رئيسًا يشنّ هجومًا مستمرًا على الأجهزة الأمنية كما يفعل ترامب.
وأضاف فايفر أن أجهزة الاستخبارات تحاول تقديم تقييمات موضوعية للواقع كما هو، بينما يسعى الساسة أحيانًا إلى تشكيل الرواية بحسب مصالحهم وتصوراتهم الخاصة.
وأشار إلى أن استياء القادة من الأخبار السيئة التي تقدمها وكالات المخابرات أمر معتاد، إلا أن انكشاف الخلاف علنًا كما حدث مؤخرًا يمثل حالة استثنائية غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين الرئاسة وأجهزة الأمن الأمريكية.