تسريب بيانات يهز أكبر مشغّل اتصالات في كوريا… وتعويضات تفوق أرباح العام
ألزمت هيئة حماية المستهلك في كوريا الجنوبية، يوم الأحد، شركة «إس كيه تيليكوم» بدفع تعويض مالي قدره 100 ألف وون كوري لكل مستخدم، على خلفية تسريب واسع لبيانات شخصية تعرّضت له الشركة في وقت سابق من السنة الجارية.
وجاء هذا القرار عقب لجوء 58 مستهلكاً إلى مسطرة الوساطة في شهر ماي 2025، بعد تأكد اختراق بياناتهم ضمن حادثة شملت، بحسب التحقيقات، كامل قاعدة زبائن الشركة التي تُقدّر بنحو 23 مليون مشترك.
وتشير التقديرات إلى أن الكلفة الإجمالية للتعويضات قد تصل إلى حوالي 2.3 تريليون وون، أي ما يعادل 1.5 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز صافي أرباح «إس كيه تيليكوم» لسنة 2024، التي بلغت 1.43 تريليون وون، كما يمثل نحو 13 في المائة من رقم معاملاتها السنوي البالغ 17.94 تريليون وون.
وفي أول رد فعل، قالت الشركة في بيان نقلته وكالة «يونهاب» الكورية إنها «ستقوم بدراسة القرار بعناية واتخاذ موقف متوازن»، مؤكدة انتظارها استكمال المساطر الرسمية المرتبطة بالحكم.
ويأتي هذا التطور بعد أشهر من فرض لجنة حماية المعلومات الشخصية، في غشت 2025، غرامة غير مسبوقة على الشركة بقيمة 134.8 مليار وون، على خلفية الحادث نفسه. وأكدت اللجنة حينها أن التحقيقات المشتركة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص خلصت إلى وجود ضرر مباشر لحق بالمستهلكين نتيجة تسريب البيانات.
وبموجب القرار الجديد، سيتلقى المستخدمون تعويضاً مزدوجاً يشمل خصماً بقيمة 50 ألف وون على فاتورة الاشتراك، إضافة إلى 50 ألف وون كرصيد نقدي قابل للاستخدام، ليصل مجموع التعويض إلى 100 ألف وون لكل مشترك.
وأوضحت الهيئة أنه في حال موافقة «إس كيه تيليكوم» على القرار خلال مهلة 15 يوماً من تاريخ التبليغ، ستُباشر الإجراءات اللازمة لتعويض باقي المستخدمين المتضررين الذين لم يتقدموا بطلبات وساطة فردية، ما قد يفتح فصلاً جديداً في أكبر قضية حماية مستهلك يشهدها قطاع الاتصالات الكوري.
