الاقتصادية

تخزين البطاريات يقود ثورة الطاقة في الهند ويعيد رسم أولويات الاستثمار

تتصدر تقنية تخزين البطاريات المشهد الطاقي في الهند، لتصبح محورًا أساسيًا في استراتيجية البلاد للتحول نحو الطاقة المتجددة. وتشير شركة برنشتاين إلى أن دور البطاريات سيزداد أهمية خلال السنوات المقبلة، مع تراجع التكاليف ودعم السياسات الحكومية المتزايد ومتطلبات الشبكة المتطورة.

اقتصاديًا، شهدت أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات (BESS) تحسنًا ملحوظًا، مع انخفاض التكاليف العالمية للبطاريات لمدة ساعتين بنسبة 63% خلال العامين الماضيين، مدفوعة بفائض إمدادات بطاريات السيارات الكهربائية وانخفاض أسعار المواد الخام الأساسية.

وفي الهند، تعكس المناقصات هذا الاتجاه، حيث انخفضت الأسعار من نحو 5 لاك روبية هندية لكل ميجاواط ساعة شهريًا إلى حوالي 1 لاك روبية، ما يعادل تكلفة تخزين تتراوح بين 3.5 و5 روبية لكل كيلوواط ساعة، مقارنة بفارق سعر يبلغ حوالي 6 روبية بين الطاقة النهارية والمسائية، ما يجعل استثمار البطاريات خيارًا اقتصاديًا واضحًا.

على صعيد السياسات، رفعت وزارة الطاقة الهندية هدفها لأنظمة تخزين البطاريات بحلول 2032 من 47 جيجاواط إلى 74 جيجاواط.

ويعكس هذا التوسع النشاط المتسارع في المناقصات: حيث تم بالفعل منح ما يقرب من 60 جيجاواط ساعة من التخزين أو هي في طور المناقصة، مع توقع تشغيل 31 جيجاواط ساعة من أنظمة تخزين البطاريات المستقلة بحلول السنة المالية 2028.

مشاريع الطاقة الشمسية مع التخزين أيضًا تشهد زخماً متناميًا، مع منح 11 جيجاواط ساعة بالفعل و18 جيجاواط ساعة أخرى في المناقصة، فيما وسّعت الحكومة دعم التمويل لسد فجوة الجدوى لتشمل 43 جيجاواط ساعة من المشاريع المستقبلية.

تلعب البطاريات دورًا هيكليًا في تعزيز استقرار الشبكة الهندية التي تعتمد بشكل متزايد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث أصبحت عمليات التقليص للطاقة المتجددة أمرًا شائعًا، بينما تواجه محطات الطاقة الحرارية قيودًا تشغيلية مثل الحد الأدنى لعامل الحمل البالغ 55%.

وتقوم شركة NTPC حاليًا بتجربة دمج أنظمة تخزين البطاريات مع محطات الفحم لتجنب تشغيل الوحدات بأحمال غير اقتصادية، ما يؤكد أن التخزين لم يعد مجرد داعم للطاقة المتجددة، بل أصبح عنصر استقرار للتوليد التقليدي أيضًا.

على الصعيد التكنولوجي، تدعم الابتكارات الجديدة حالة أنظمة تخزين البطاريات، حيث تشغل الشركة الصينية CATL مصنعًا لبطاريات أيونات الصوديوم بقدرة 40 جيجاواط ساعة، والتي تعد بتكاليف أقل للمواد الخام وعمر دورة أطول، ما يقلل من اعتماد الهند على الليثيوم المستورد.

كما يتحرك القطاع الخاص بسرعة؛ تخطط شركة ريلايانس إندستريز لإنشاء منشأة خلايا LFP بقدرة 40 جيجاواط ساعة بحلول 2026، بينما تعمل شركات أخرى مثل أولا إلكتريك وإكسايد وأمارا راجا على زيادة قدراتها الإنتاجية.

من حيث التكاليف، توفر الطاقة الشمسية مع أنظمة تخزين البطاريات كهرباء بأسعار تتراوح بين 4.5 و5.5 روبية لكل كيلوواط ساعة، أقل من تكلفة الطاقة الحرارية الجديدة (5-6 روبية)، والطاقة النووية (6-7 روبية)، والكهرومائية (5-6 روبية)، ما يعكس تحولًا جذريًا في مزيج التوليد الهندي وأولويات الاستثمار طويل الأمد.

ووفق برنشتاين، ستظل أنظمة تخزين البطاريات الخيار الأفضل للتطبيقات قصيرة المدى، مع استمرار اكتسابها أرضية أوسع مع انخفاض التكاليف بشكل أكبر، مما يجعلها ركيزة أساسية في مستقبل الطاقة الهندي.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى