Bitget Banner
اقتصاد المغربالأخبار

بين الحنين إلى الوطن والانتماء.. العودة السنوية لمغاربة العالم تعزز الروابط وتُحرك الاقتصاد

مع بداية موسم الصيف وحلول العطلة السنوية، تزدحم موانئ ومطارات المغرب بحشود كبيرة من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في مشهد يعكس عمق الروابط الإنسانية بين المغاربة وارتباطهم بوطنهم، إلى جانب دوره الحيوي في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.

تعد عودة مغاربة العالم مناسبة سنوية لإحياء العلاقات العائلية والاجتماعية، لكنها في الوقت ذاته تشكل رافعة اقتصادية مهمة. إذ تلعب تحويلات الجالية دوراً أساسياً في تعزيز ميزان الأداءات، حيث تتجاوز سنوياً عشرات المليارات من الدراهم، ما يجعلها واحدة من أبرز مصادر العملة الصعبة في المغرب.

إضافة إلى ذلك، ينعش إنفاق مغاربة المهجر على مختلف القطاعات المحلية، مثل الإقامة، النقل، السياحة، والخدمات، الاقتصاد الوطني، حيث تساهم هذه الحركة المالية في تحفيز النشاط التجاري وخلق ديناميكية واضحة خلال فترة الصيف.

وتحرص السلطات المغربية على تقديم استقبال متميز لأفراد الجالية عبر تنظيم عملية “مرحبا”، التي تسهل إجراءات الدخول وتوفر الدعم المستمر للمسافرين في الموانئ والمطارات، مما يعزز من راحتهم ويؤمن لهم تجربة سفر مريحة وآمنة.

ومن الناحية الاقتصادية، تشير أحدث التحليلات إلى أن تحويلات مغاربة العالم بلغت حوالي 108 مليارات درهم حتى نهاية دجنبر 2024، مع توقع استمرار هذا المسار التصاعدي خلال 2025، مدفوعة بثقة متزايدة في البيئة الاقتصادية للمغرب.

ويؤكد المحلل الاقتصادي يوسف كراوي الفيلالي أن استثمارات الجالية لم تعد محصورة في العقار فحسب، بل اتسعت لتشمل قطاعات السياحة والخدمات، حيث يفتتح مغاربة الخارج بشكل متزايد مطاعم، مقاهي، ودور ضيافة تعكس تنوع اهتمامهم الاقتصادي.

وينوه الخبراء بأهمية دور المغرب في تعزيز هذه الدينامية الاستثمارية عبر تحفيز مغاربة المهجر على الانخراط في قطاعات إنتاجية أخرى واعدة، مثل الصناعات التحويلية والصناعات الغذائية، مما يسهم في ظهور مقاولات صغيرة ومتوسطة تساهم في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص الشغل.

في المجمل، تشكل العودة الصيفية لمغاربة العالم نقطة التقاء إنسانية واقتصادية استراتيجية، تتيح للبلد الاستفادة من طاقات وكفاءات جاليتنا في الخارج، الأمر الذي يتطلب مواصلة الدعم والتشجيع من كل الفاعلين المعنيين لتحقيق التنمية المستدامة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى