بيانات التضخم الأوروبية تعزز مكاسب اليورو وتدفعه نحو أعلى مستوى في أسبوعين

واصل اليورو صعوده في تداولات الأربعاء داخل السوق الأوروبية، مسجلاً ارتفاعاً أمام مجموعة من العملات العالمية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي، ليحافظ على مساره الإيجابي لليوم الثالث على التوالي.
ويقترب اليورو من اختراق أعلى مستوى له في نحو أسبوعين، مدعوماً ببيانات تضخم قوية تقلّص بدورها رهانات خفض أسعار الفائدة خلال الشهر الجاري.
وجاءت هذه الارتفاعات بعد صدور بيانات رسمية أظهرت زيادة غير متوقعة في معدل التضخم بمنطقة اليورو خلال نوفمبر، وهو ما أعاد التأكيد على الضغوط السعرية التي يواجهها البنك المركزي الأوروبي، ودفع المستثمرين إلى استبعاد احتمال اتخاذ خطوة تيسيرية سريعة في اجتماع ديسمبر.
سجّل اليورو ارتفاعاً بنحو 0.2% أمام الدولار ليصل إلى 1.1644 دولار، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة البالغ 1.1622 دولار، فيما لامس أدنى مستوى خلال الجلسة عند 1.1617 دولار.
وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد أنهت تعاملات الثلاثاء على ارتفاع تجاوز 0.1%، مواصلة صعودها بدعم من مفاجأة التضخم، بعدما كانت قد بلغت في جلسة سابقة أعلى مستوى لها في أسبوعين عند 1.1653 دولار.
القراءة الجديدة للتضخم الأوروبي جاءت أقوى من المتوقع، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي بنسبة 2.2% على أساس سنوي في نوفمبر، متجاوزاً توقعات الأسواق التي أشارت إلى 2.1% فقط، مقارنة بارتفاع 2.1% في أكتوبر.
أما مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي — الذي يستثني العناصر الأكثر تقلباً — فقد سجل نمواً بنسبة 2.4%، مطابقاً للتوقعات ومستقراً عند نفس مستوى أكتوبر.
وتعكس هذه البيانات استمرار الضغوط التضخمية داخل الاقتصادات الأوروبية، ما يزيد من صعوبة اتخاذ قرار خفض الفائدة في ظل سعي البنك المركزي الأوروبي للسيطرة على الأسعار وضمان استقرارها.
يرى محللون أن استمرار قوة البيانات الاقتصادية قد يدفع اليورو إلى مزيد من المكاسب خلال الأسابيع المقبلة، فيما يترقب المستثمرون مخرجات اجتماع المركزي الأوروبي المرتقب، الذي سيكون حاسماً في تحديد اتجاه السياسة النقدية للمرحلة القادمة.




