الاقتصادية

بورصة هونج كونج تقود انتعاش الاكتتابات الأولية عالمياً في النصف الأول من 2025

شهد نشاط الاكتتابات الأولية في بورصة هونج كونج انتعاشًا قويًا ومميزًا خلال النصف الأول من عام 2025، متفوقةً على العديد من الأسواق العالمية مثل وول ستريت، وذلك بدعم من تدفقات استثمارية كبيرة وإصلاحات تنظيمية محلية وحوافز حكومية مستمرة.

بحسب تقرير صادر عن شركة “كيه بي إم جي”، جمعت أسواق الاكتتابات العامة الأولية العالمية نحو 60.9 مليار دولار عبر 544 صفقة خلال الأشهر الستة الأولى من العام، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 5% في القيمة النقدية مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، رغم انخفاض عدد الصفقات بنسبة 6%.

جاءت هونج كونج في مقدمة الأسواق من حيث حجم الأموال المجمعة، تليها بورصتا نيويورك وناسداك، بينما احتلت بورصة شنغهاي والسوق الهندية المراتب الرابعة والخامسة على التوالي.

وبحسب بيانات “برايس ووترهاوس كوبرز”، شهدت هونج كونج طفرة غير مسبوقة في نشاط الاكتتابات، حيث تجاوزت القيمة الإجمالية للأموال التي جُمعت 107.1 مليار دولار هونج كونج (ما يعادل حوالي 14 مليار دولار أمريكي)، مسجلةً بذلك زيادة سباعية مقارنة بنفس الفترة من 2024، مع نمو عدد الاكتتابات بنسبة 47%.

واستفادت هونج كونج بشكل خاص من عمليات الإدراج المزدوجة، إذ اتجهت شركات كبرى من البر الرئيسي الصيني لجمع تمويل إضافي عبر الاكتتابات الثانوية، وتمثل هذه الشركات أكثر من 70% من إجمالي رأس المال المُجمع. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركة تصنيع البطاريات “كاتل”.

وقد كان الدعم الحكومي والصياغة التنظيمية الجديدة عوامل رئيسية في هذا النجاح، حيث أطلقت السلطات مبادرة “تيك-TECH” التي استهدفت الشركات التكنولوجية الناشئة، خاصة في قطاعات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والاتصالات، مما جذب اهتمامًا واسعًا من المستثمرين.

ومن حيث القطاعات، برزت التكنولوجيا والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية كمحركات رئيسية لسوق الاكتتابات في هونج كونج، مع استقطاب هذه القطاعات لاستثمارات ضخمة خلال النصف الأول من 2025.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد أسهمت السيولة العالية في النظام المصرفي المحلي وتدفقات رأس المال من المستثمرين الصينيين في توفير بيئة مالية داعمة، مما عزز من مكانة هونج كونج كمركز مالي إقليمي وعالمي.

وفي جانب الابتكار، لعب ظهور نموذج “R1” التابع لشركة “ديب سيك” دورًا بارزًا في رفع ثقة المستثمرين بأسهم شركات التكنولوجيا الصينية، مما أدى إلى إعادة تقييم إيجابية لقدرات السوق الصينية على الابتكار.

كما ساعدت التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في تحويل أنظار الشركات الصينية نحو السوق المحلية في هونج كونج لتجنب المخاطر المرتبطة بالإدراج في الأسواق الأمريكية، مما زاد من جاذبية بورصة هونج كونج للمستثمرين.

وتتوقع “برايس ووترهاوس كوبرز” أن تستمر هونج كونج في الحفاظ على ريادتها كسوق الاكتتابات الأولية الأكبر خلال عام 2025، مع وصول نشاط الإدراجات إلى أعلى مستوياته خلال أربع سنوات، ودخول أكثر من 200 طلب إدراج نشط من مختلف القطاعات.

بالتالي، تجسد بورصة هونج كونج اليوم نموذجًا ناجحًا يعكس قدرة الأسواق المالية على التكيف مع التحديات وتبني فرص النمو، مما يجعلها محورًا رئيسيًا للاستثمارات العالمية في فترة ما بعد الجائحة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى