بورصة لندن تسجل أضعف أداء للطروحات الأولية منذ 3 عقود وسط هروب الاستثمارات

تراجعت حصيلة الطروحات العامة الأولية في بورصة لندن خلال النصف الأول من عام 2025 إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاثة عقود، في مؤشر جديد على تراجع جاذبية العاصمة البريطانية كمركز مالي عالمي لجذب الشركات والمستثمرين.
وبحسب بيانات شركة “ديلوجيك” الصادرة يوم الجمعة، لم تجمع سوى خمس شركات مدرجة حديثًا في بورصة لندن سوى 160 مليون جنيه إسترليني (نحو 218.6 مليون دولار) منذ بداية العام، وهو أدنى إجمالي نصف سنوي للطروحات العامة منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1995.
ويُعد هذا الرقم أدنى حتى من نظيره في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، حين جمعت شركتان فقط نحو 222 مليون جنيه في النصف الأول من عام 2009.
ويعكس هذا الأداء المتواضع التحديات المتصاعدة التي تواجهها لندن في الحفاظ على مكانتها كبوابة مفضلة لرؤوس الأموال، وسط تنافس عالمي محتدم لجذب الشركات الناشئة والعملاقة على حد سواء.
ووفق تقرير حديث لشركة “برايس ووترهاوس كوبرز”، لم تتجاوز العائدات من الطروحات الأولية في المملكة المتحدة 100 مليون جنيه خلال الربع الأول من العام.
وقد قررت شركات كبرى العدول عن خطط الإدراج في السوق البريطانية، من أبرزها شركة “شي إن” الصينية للتجارة الإلكترونية التي فضّلت بورصة هونغ كونغ، وشركة “كوبالت هولدينجز” المدعومة من “جلينكور” التي ألغت طرحها في لندن الشهر الماضي.
ولا تقتصر الأزمة على الطروحات الجديدة، إذ أعلنت شركة “وايز” المتخصصة في التكنولوجيا المالية في يونيو نقل إدراجها الرئيسي إلى بورصة نيويورك، فيما أفادت تقارير بأن “أسترازينيكا” تدرس خطوة مماثلة، مما يزيد الضغوط على مستقبل بورصة لندن كمركز إدراج عالمي.