الاقتصادية

انخفاض أسعار الكهرباء يعيد رسم خريطة الطاقة الشمسية في إسبانيا

يشهد قطاع الطاقة الشمسية في إسبانيا مرحلة إعادة ترتيب عميقة، مع تراجع حاد في أسعار الكهرباء دفع العديد من مطوري المشاريع في أحد أبرز أسواق الطاقة المتجددة في أوروبا إلى البحث عن مخارج استثمارية وإعادة تقييم محافظهم.

وفي حديثها لصحيفة فايننشال تايمز، أوضحت كارمن إزكويردو، الشريكة المؤسسة لمنصة الصفقات الرقمية “إن تيزر”، أن السوق دخل ما وصفته بـ«موسم التخفيضات»، مشيرة إلى أن إسبانيا لا تزال تحتفظ بجاذبيتها الاستثمارية، وإن كان المستثمرون باتوا أكثر تشددًا في فحص جودة الأصول وجدواها الاقتصادية.

وبحسب بيانات المنصة، تراجعت القيمة السوقية لمحطات الطاقة الشمسية العاملة بشكل ملحوظ، إذ انخفض متوسط التقييم من نحو 916 ألف يورو لكل ميغاواط في مطلع عام 2024 إلى حوالي 648 ألف يورو لكل ميغاواط حاليًا، ما يعكس حجم الضغوط التي يواجهها القطاع.

وكانت إسبانيا قد برزت خلال السنوات الماضية كقوة رائدة في الطاقة الشمسية، مستفيدة من وفرة الإشعاع الشمسي والدعم الحكومي المتواصل لمشاريع الطاقة النظيفة. غير أن التوسع السريع في القدرات الإنتاجية تجاوز نمو الطلب، ما أدى إلى هبوط أسعار الكهرباء وتآكل هوامش أرباح شركات التوليد.

وفي هذا السياق، يواجه بعض المنتجين صعوبات في تصريف أصولهم التي فقدت جزءًا كبيرًا من قيمتها، وسط تحذيرات تنفيذية من حالة «تشبع» تضرب سوق الطاقة الشمسية المحلية، وتُبرز فجوة واضحة بينها وبين أسواق أوروبية أخرى لا تزال أكثر توازنًا.

في المقابل، يتجه عدد من المطورين إلى حلول بديلة، أبرزها الاستثمار في بطاريات تخزين الطاقة، التي يُنظر إليها كخيار قادر على تحسين ربحية المشاريع الشمسية، وربما إنقاذ بعضها من الخروج المبكر من السوق.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى