العملات

اليورو يتراجع والدولار يتعزز مع اقتراب قرارات جمركية أمريكية مرتقبة

بدأ اليورو تعاملات الأسبوع على انخفاض في سوق العملات الأوروبية، مواصلاً خسائره أمام الدولار الأمريكي بعد توقف مؤقت يوم الجمعة، حيث تأثر بعمليات تصحيح وجني أرباح عقب بلوغه أعلى مستوياته في أربع سنوات.

سجل سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي تراجعًا بنسبة 0.15% صباح الإثنين ليصل إلى 1.1763 دولار، منخفضًا من افتتاح عند 1.1778 دولار، بينما بلغ أعلى مستوى له خلال الجلسة 1.1790 دولار.

وكان اليورو قد أنهى تداولات الجمعة على ارتفاع طفيف تجاوز 0.1%، مواصلاً تعافيه من عمليات تصحيح بدأت بعد بلوغه مستوى 1.1830 دولار، وهو الأعلى منذ أربع سنوات.

وعلى مدى الأسبوع الماضي، حقق اليورو مكاسب أسبوعية بنسبة 0.45%، في ثاني صعود أسبوعي على التوالي، مدعومًا بتوقعات إيجابية حول الاقتصاد الأوروبي، رغم القلق السائد بشأن مستقبل السياسة النقدية في منطقة اليورو.

بيانات التضخم التي صدرت مؤخرًا في أوروبا أضافت حالة من الضبابية إلى المشهد الاقتصادي، حيث أثارت الشكوك مجددًا حول إمكانية قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع يوليو المرتقب. ويرتقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية إضافية هذا الأسبوع لتقييم الاتجاهات النقدية المحتملة.

في المقابل، واصل الدولار الأمريكي صعوده، مدعومًا بتزايد الطلب عليه كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية. فقد ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، بنسبة 0.15%، مقتربًا من أعلى مستوياته في عدة أسابيع.

ويرتبط هذا الزخم في أداء الدولار بترقّب المتعاملين لاقتراب مهلة الـ 90 يومًا التي حددتها إدارة ترامب لفرض رسوم جمركية متبادلة، والتي تنتهي يوم الأربعاء تزامنًا مع “يوم التحرير”.

وحتى الآن، لم تُبرم الولايات المتحدة سوى اتفاقيات محدودة مع كل من بريطانيا، الصين، وفيتنام، ما يعزز المخاوف من فرض رسوم أوسع نطاقًا على شركاء تجاريين رئيسيين.

و أوضح جيمس كنيفتون، كبير تجار العملات في شركة كونفيرا، أن السوق تتجه نحو مرحلة من التقلبات الحادة مع انتهاء المهلة الجمركية. وقال:

“رغم أن الأسواق قد امتصت الكثير من السيناريوهات المتوقعة، فإن الإعلان عن رسوم جمركية جديدة سيبقى محفزًا لتحركات عنيفة، خاصة في حال تجاوزت الإجراءات التوقعات.”

وأضاف أن بعض التطمينات ظهرت هذه المرة، حيث يبدو أن الأسواق تسعّر بالفعل تمديدًا محتملاً للمهلة، ما قد يخفف من شدة الصدمة المرتقبة.

يتحرك اليورو في نطاق تصحيحي تحت تأثير بيانات أوروبية غير مشجعة وتوقعات غامضة بشأن السياسة النقدية، بينما يعزز الدولار الأمريكي موقعه مستفيدًا من الترقب العالمي لقرارات ترامب الجمركية.

ومع اقتراب المواعيد الحاسمة، تتهيأ الأسواق لأسبوع بالغ الحساسية مليء بالإعلانات التي قد تعيد رسم خريطة تحركات العملات العالمية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى