الين الياباني ينتعش مع تصاعد الاضطرابات السياسية عقب خسارة الائتلاف الحاكم

افتتح الين الياباني تعاملات الأسبوع على ارتفاع ملحوظ في السوق الآسيوية، مسجلًا مكاسب أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية، وسط زيادة إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة، وذلك في أعقاب نتائج الانتخابات التشريعية التي أفقدت الائتلاف الحاكم أغلبيته في مجلس الشيوخ الياباني.
يأتي هذا الارتفاع بعد تراجع العملة اليابانية على مدار يومين متتاليين أمام الدولار الأمريكي، حيث قفز الين بنسبة 0.6% ليسجل 147.88 ينًا للدولار الواحد، مقارنة مع سعر الإغلاق السابق عند 148.80 ينًا. وبلغ أعلى مستوى له خلال اليوم 148.66 ينًا.
وتأتي هذه التطورات وسط مؤشرات اقتصادية أظهرت الأسبوع الماضي تراجعًا في وتيرة التضخم الأساسي، وهو ما خفّض من التوقعات بشأن توجه بنك اليابان نحو تشديد السياسة النقدية أو رفع أسعار الفائدة خلال يوليو.
و تراجع الين بنسبة 0.95% أمام الدولار الأسبوع الماضي، مواصلًا سلسلة خسائره للأسبوع الثاني.
و سجل خسارة طفيفة يوم الجمعة الماضي بنسبة 0.15% بعد صدور بيانات تضخمية دون التوقعات.
في تطور لافت، فشل الحزب الليبرالي الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا في الحفاظ على أغلبيته داخل مجلس الشيوخ، حيث حصل على 47 مقعدًا فقط من أصل 248، ما يُعد ضربة سياسية قاسية لرئيس الوزراء، خاصة بعد أن خسر أيضًا السيطرة على مجلس النواب في أكتوبر 2024.
ورغم أن نتائج الانتخابات لا تُسقط الحكومة بشكل مباشر، إلا أنها تضع إيشيبا في موقف سياسي هش، مما يثير تساؤلات حول استمراريته في قيادة البلاد، وتأثير ذلك على مستقبل السياسات الاقتصادية والتجارية، ولا سيما العلاقات مع الولايات المتحدة.
قالت كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، إن الأسواق كانت تتوقع نتيجة أسوأ للائتلاف، وقد يكون رد فعل الين مجرد ارتداد مؤقت.
وأضافت:
“من غير المؤكد ما إذا كان رئيس الوزراء سيبقى في منصبه، ما يضيف مزيدًا من الضبابية إلى المشهد السياسي الياباني، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الين إذا استمرت حالة عدم اليقين لفترة أطول.”