العملات

الين الياباني يتراجع والدولار يتعافى مدعومًا بآمال تجارية ومراقبة حذرة لسياسات الفائدة

شهد الين الياباني تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الخميس في الأسواق الآسيوية، ليستمر في الهبوط لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مبتعدًا عن أعلى مستوى بلغه منذ أربعة أسابيع.

ويأتي هذا الانخفاض في ظل استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح، تزامنًا مع تراجع التوقعات برفع الفائدة في اليابان.

في المقابل، واصل الدولار الأمريكي التعافي وسط زخم شرائي من مستويات منخفضة تُعد الأدنى في أكثر من ثلاث سنوات، مستفيدًا من تحسن المعنويات قبل عطلة عيد الاستقلال الأميركي، وترقب المستثمرين لبيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة لشهر يونيو.

تراجعت فرص رفع بنك اليابان لسعر الفائدة في اجتماعه المقرر في يوليو، وذلك عقب مؤشرات صادرة عن اجتماعه الأخير، حيث يفضل صانعو السياسات التريث بانتظار المزيد من البيانات حول التضخم، الأجور، وسوق العمل في ثالث أكبر اقتصاد عالمي.

في التداولات الصباحية، ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.2% ليصل إلى 143.91 ين، مقارنة بسعر افتتاح بلغ 143.64 ين، بعد أن سجل أدنى مستوى خلال الجلسة عند 143.44 ين.

وكان الين قد أنهى جلسة الأربعاء بخسارة نسبتها 0.2% مقابل الدولار، متأثرًا بعمليات تصحيح بعد بلوغه مستوى 142.68 ين.

صعد مؤشر الدولار بنسبة 0.15% خلال جلسة الخميس، ليتواصل الارتفاع للجلسة الثانية على التوالي، مدعومًا بعمليات شراء قوية من مستويات متدنية وصلت إلى 96.38 نقطة، وهي الأدنى في ثلاث سنوات.

الانتعاش جاء أيضًا مدعومًا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع اتفاق تجاري جديد مع فيتنام، ما أعاد التفاؤل حول إمكانية التوصل إلى صفقات تجارية مشابهة مع دول أخرى، قبل الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية جديدة في 9 يوليو.

ترامب أوضح أن السلع الفيتنامية ستُخضع لتعريفة بنسبة 20%، بينما ستُفرض ضريبة بنسبة 40% على الشحنات القادمة من دول ثالثة عبر فيتنام. هذه الخطوة أثارت تساؤلات بشأن تداعياتها على التجارة العالمية.

وفي هذا السياق، قال كبير المحللين في “ساكسو بنك”، تشانانا، إن التطورات الحالية تمثل إشارة واضحة إلى اتجاه الولايات المتحدة نحو إعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية، الأمر الذي قد يُفضي إلى مزيد من الاضطرابات التجارية، مشددًا على ضرورة مراقبة رد فعل الصين التي قد ترى في هذه التحركات تهديدًا مباشرًا لمصالحها التجارية.

في ظل التقلبات المتزايدة بأسواق العملات، يواصل الدولار الأمريكي استعادة زخمه بفضل مزيج من عوامل اقتصادية وتجارية، بينما يعاني الين الياباني من ضبابية السياسات النقدية وموجات البيع لجني الأرباح.

وتبقى أعين المستثمرين موجهة نحو بيانات الوظائف الأمريكية وتطورات النزاعات التجارية، لما لها من تأثير مباشر على مسار أسعار الصرف في الفترة المقبلة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى