النيجر تطرح يورانيومها للبيع عالمياً وسط تحولات استراتيجية في قطاع التعدين

أعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر يوم الأحد عن طرح كميات اليورانيوم المستخرجة من مناجم شركة “سومير”، التابعة سابقاً لشركة “أورانو” الفرنسية، للبيع في الأسواق الدولية، في خطوة تعكس سعي النيجر لتعزيز سيادتها على مواردها الطبيعية.

وأكد الجنرال عبد الرحمن تشياني، رئيس المجلس العسكري، في تصريحات للتلفزيون الرسمي “تيلي ساحل”، أن “للنيجر الحق الكامل في التصرف بثرواتها الطبيعية وبيعها لأي طرف يرغب بشرائها وفق قواعد السوق وباستقلالية تامة”.

ويأتي هذا القرار في سياق صراع طويل بين المجلس العسكري، الذي استولى على السلطة بانقلاب عام 2023، وشركة “أورانو” الفرنسية التي تملك الحكومة الفرنسية 90% من أسهمها، وتدير مناجم اليورانيوم في النيجر منذ عقود.

وكانت النيجر قد ألغت في عام 2024 حق شركة “أورانو” في تشغيل ثلاثة مناجم رئيسية، هي “سومير” و”كوميناك” و”إيمورارين”، والتي تضم أحد أكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم.

ورغم أن أورانو لا تزال تحتفظ بحصة 60% رسمياً في هذه الشركات، فقد لجأت إلى إجراءات تحكيم متعددة لمحاولة استعادة السيطرة التشغيلية على المناجم.

وفي سياق متصل، أعرب وزير الطاقة الروسي، سيرغي تسيفيليف، في يوليو الماضي عن رغبة موسكو في المشاركة بتعدين اليورانيوم في النيجر، في وقت تتعزز فيه العلاقات بين نيامي وروسيا في مواجهة التحديات الأمنية والتمردات الجهادية في البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن النيجر شكلت في عام 2022 نحو ربع واردات اليورانيوم الطبيعي لمحطات الطاقة النووية الأوروبية، وفقاً لبيانات منظمة “يوراتوم” الذرية، ما يجعل هذه الخطوة ذات أثر كبير على أسواق الطاقة العالمية ويزيد من التوتر بين باريس ونيامي بشأن السيطرة على الموارد الاستراتيجية.