النفط يتراجع رغم التوترات الجيوسياسية… ومفاوضات السلام تعيد الهدوء للأسواق

أنهت أسعار النفط تعاملات الخميس على انخفاض ملحوظ، بعدما أعاد المستثمرون توجيه أنظارهم من التوترات المتصاعدة في محاور الطاقة العالمية إلى التطورات الإيجابية المرتقبة في محادثات السلام بين موسكو وكييف، الأمر الذي خفّف حدّة المخاوف بشأن الإمدادات.
وتراجع خام برنت لشهر فبراير بنسبة 1.49%، ليهبط 93 سنتاً مسجلاً 61.28 دولار للبرميل. كما انخفض خام نايمكس الأمريكي تسليم يناير بنسبة 1.47%، أي بنحو 86 سنتاً، ليستقر عند 57.60 دولار للبرميل.
ورغم التراجع، تلقت الأسعار بعض الدعم المؤقت عقب تأكيد مسؤول عسكري أوكراني لوكالة “رويترز” استهداف منصة تنقيب روسية في بحر قزوين بطائرات مسيّرة، في أول عملية هجومية من نوعها على منشآت الطاقة في تلك المنطقة.
وأوضح المصدر أن الهجوم ألحق أضراراً بالمنصة وأدى إلى تعطيل الإنتاج في أكثر من عشرين بئراً للنفط والغاز.
وفي سياق متصل، أشارت تقارير صحفية إلى استعداد واشنطن لاتخاذ إجراءات إضافية ضد شحنات النفط الفنزويلي، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن احتجاز ناقلة كانت تنقل نفطاً خاضعاً للعقوبات قرب السواحل الفنزويلية.
لكن هذه التطورات لم تكن كافية لرفع الأسعار، إذ ألقى تقدّم مباحثات السلام بثقله على الأسواق، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو ساهمت في “حلّ عدد من سوء الفهم” بين الطرفين، مما عزّز الآمال بخفض حدة المواجهات.
على صعيد آخر، حمل تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري توقعات أكثر تفاؤلاً للطلب العالمي عام 2026، مع تقليصها تقديرات نمو الإمدادات. وفي المقابل، حافظت منظمة “أوبك” على توقعاتها لنمو الطلب خلال عامي 2025 و2026 دون تعديل، ما أبقى المشهد النفطي في حالة ترقب وسط تباين التقديرات الدولية.




