اقتصاد المغربالأخبار

المغرب يواجه طفرة في انتشار العطور المقلدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

شهدت الأسواق المغربية في الآونة الأخيرة تحولاً لافتاً في ظاهرة بيع العطور المقلدة، إذ لم تعد هذه المنتجات محدودة في الأسواق الشعبية فقط، بل توسعت لتصل إلى المتاجر العصرية ومنصات التواصل الاجتماعي الرقمية التي أصبحت أرضًا خصبة للترويج.

وبفضل الأسعار المنخفضة والجاذبة، أصبحت العطور المقلدة تجذب فئات واسعة من المستهلكين، لا سيما الشباب، ما يضع سوق العطور الأصلية تحت ضغط متزايد.

مع التطور الرقمي وانتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لم تقتصر ظاهرة العطور المقلدة على الباعة التقليديين، بل انتقلت إلى جمهور أوسع من خلال صفحات المؤثرين ومشاهير الفن، الذين يروجون لهذه المنتجات أحيانًا دون معرفة أو تجاهل تام للمخاطر القانونية والصحية.

هذا الترويج الرقمي المكثف يسهم في تقليل وعي المستهلكين، ويغذي الطلب على عطور قد تكون مجهولة المصدر وخطرة على الصحة.

رغم خطورة هذه الظاهرة، لا تزال الجهات المختصة تتعامل معها بتردد، مما يفاقم الأضرار التي تلحق بقطاع العطور الأصلي. المهنيون يعبرون عن قلقهم العميق من التأثير السلبي على سمعة الصناعة المغربية وعلى الثقة بين المستهلكين والعلامات التجارية الأصلية، في ظل تراجع دور الرقابة القانونية وعدم فرض العقوبات اللازمة على المخالفين.

في مواجهة هذه التحديات، يصبح من الضروري أن تتحرك السلطات بسرعة وفعالية عبر تبني خطة شاملة تدمج بين تعزيز الرقابة على السوق الرقمي والتقليدي، وتفعيل القوانين الخاصة بمكافحة التزييف، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعوية تستهدف المستهلكين لتوعيتهم بمخاطر شراء العطور المقلدة، سواء من حيث الجودة أو الأضرار الصحية المحتملة.

فالحفاظ على سلامة المستهلكين ودعم الصناعات الوطنية يستدعي تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية على حد سواء.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى