المغرب يعزز مكانته كمورد رئيسي للفواكه والخضروات لإسبانيا بقفزة قياسية في القيمة

واصل المغرب ترسيخ دوره كمصدر أساسي للفواكه والخضروات الطازجة إلى السوق الإسبانية، محققًا قيمة صادرات بلغت 834 مليون يورو خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، بارتفاع مذهل نسبته 30% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وتُظهر بيانات الجمارك الإسبانية، التي حللها الاتحاد الإسباني لجمعيات منتجي ومصدري الفواكه والخضروات (FEPEX)، زخماً ملحوظًا يعكس تحول التجارة الزراعية بين المغرب وإسبانيا نحو منتجات عالية الجودة.
ورغم تصدر فرنسا من حيث الحجم الإجمالي بـ 549,069 طناً (+11%)، احتل المغرب المرتبة الثانية بـ 322,810 أطنان (+26%)، ما يشير إلى استراتيجية مغربية تركز على رفع القيمة السوقية للمنتجات بدلاً من مجرد الحجم.
ويعكس هذا التوجه زيادة اهتمام المغرب بتطوير جودة المنتجات، وضمان انتظام التسليم، والالتزام بالمعايير الأوروبية، ضمن جهود شاملة لتحديث البنية التحتية الزراعية، ومنح شهادات للمزارع، وتحسين الخدمات اللوجستية لتلبية الطلب المتنامي من الأسواق الإسبانية.
ويبرز التحليل تحولًا مهمًا في العلاقات التجارية؛ فقد تحولت إسبانيا، التي كانت تقليديًا مصدراً صافياً، إلى شريك استراتيجي للمغرب، ما يعيد ترتيب التوازنات الإقليمية في تجارة الأغذية الزراعية بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.
غير أن هذا النمو المتسارع يطرح تحديات تتعلق بالمرونة في إدارة الموارد المائية، وتنظيم حجم الصادرات، وتأمين دخل المزارعين. ومع تزايد الطلب الإسباني، سيكون الحفاظ على التوازن بين الطموحات التجارية والاحتياجات المحلية محورًا رئيسيًا لاستدامة هذا النمو.
ويؤكد الخبراء أن استمرار المغرب في تعزيز موقعه المهيمن من حيث القيمة يعتمد على الحفاظ على جودة منتجاته، وتنويع أسواقه، ومواءمة استراتيجيته التصديرية مع معايير الاستدامة البيئية.