المغرب يطلق عصر الصناعة القانونية للقنب الهندي ويحوّل القطاع إلى منظومة اقتصادية متكاملة
شهد قطاع القنب الهندي بالمغرب خلال سنة 2025 تحولًا تاريخيًا، من نشاط تقليدي غير منظم إلى صناعة قانونية منظمة، وفق حصيلة كشفت عنها وزارة الداخلية.
وأكد الوزير عبد الوافي لفتيت أن عمليات المراقبة شملت 5.430 تدخلًا، أسفرت عن سحب 111 رخصة استغلال مخالفة للقوانين، ضمن حملة وطنية شاملة تقودها الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي.
وأوضح الوزير أن عمليات المراقبة شملت جميع مراحل سلسلة الإنتاج والتوزيع، من الزراعة إلى التسويق، مرورًا بالنقل والتحويل الصناعي، حيث سجلت الزراعة النصيب الأكبر بـ2.801 عملية، تلتها عمليات النقل بـ1.557، ثم التسويق بـ642، إلى جانب مراقبة الاستيراد (300)، والتحويل (71)، والتصدير (59).
وتعكس هذه الإجراءات حرص الدولة على بناء صناعة شفافة ومسؤولة، مع تتبع دقيق لنشاط اقتصادي واعد يسعى لتحقيق النمو المستدام.
وفي الجانب الفلاحي، ارتفع عدد الفلاحين المزاولين للزراعة القانونية من 430 فلاحًا سنة 2023 إلى 7.052 سنة 2025، ضمن 413 تعاونية إنتاجية تستفيد من التأطير التقني والإداري. كما توسعت المساحات المزروعة لتصل إلى 4.729 هكتارًا، موزعة على تاونات (2.045 هكتارًا)، وشفشاون (1.341 هكتارًا)، والحسيمة (1.343 هكتارًا).
وبالرغم من التوسع الفلاحي، سجل عدد التراخيص انخفاضًا طفيفًا من 291 رخصة سنة 2023 إلى 235 سنة 2025، نتيجة سياسة انتقائية في منحها. ويشمل المستفيدون 165 فاعلًا، بينهم 44 تعاونية تحويل، و23 مستغلًا فرديًا، و98 شركة مغربية، تغطي جميع مراحل سلسلة الإنتاج من استيراد البذور إلى التصدير، وفق مقاربة “من البذرة إلى المنتج النهائي”.
وعلى صعيد التصنيع والتسويق، تم اعتماد 68 منتجًا من القنب، منها 42 مكمّلًا غذائيًا و26 منتجًا تجميليًا، بدأت 10 منها بالتسويق محليًا عبر 475 صيدلية و95 محلًا شبه صيدلي و71 موزعًا و3 متاجر متخصصة.
وعلى المستوى الدولي، أشرفت لجنة تقنية متعددة القطاعات على أولى عمليات تصدير القنب المقنن إلى سويسرا، البرتغال، كندا، جنوب إفريقيا وأستراليا، إضافة إلى تصدير مستحضرات تجميل وزيوت CBD نحو فرنسا وجنوب إفريقيا.
بهذا المسار، يؤكد المغرب أن سنة 2025 تمثل نقطة تحول محورية في بناء صناعة قانونية مستدامة، قائمة على القيمة المضافة والجودة والتنافسية، لتفتح آفاقًا جديدة للتنمية المحلية والتصدير الدولي.
