المغرب يحلّ ثامن أكبر مصدر في إفريقيا لعام 2025 ويؤكد مكانته كقوة تجارية صاعدة
كشف تقرير حديث لموقع ذا أفريكان إكسبونت، استناداً إلى بيانات منصة التحليلات السوقية إندكس بوكس، أن المغرب يواصل ترسيخ مكانته كقوة تجارية صاعدة داخل القارة الإفريقية، بعدما حلّ في المرتبة الثامنة ضمن قائمة أكبر المصدّرين لعام 2025، متقدماً على ناميبيا ومتأخراً مباشرة عن كينيا.
ووفق المعطيات الواردة في التقرير، بلغ حجم الصادرات المغربية الموجهة إلى الأسواق الإفريقية خلال سنة 2024 نحو 3.02 مليارات دولار، وهي حصيلة تؤكد الدور الاستراتيجي للمملكة في سلسلة القيمة الإفريقية، خصوصاً في ظل ريادتها العالمية في الفوسفات والأسمدة، ما يجعلها أحد أبرز الداعمين للأمن الغذائي في القارة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المملكة تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تنويع بنيتها التصديرية، إذ رفعت من حجم صادراتها في مكونات السيارات والمنسوجات والمنتجات الكهربائية ومواد البناء، مستفيدة من الدينامية الصناعية في المناطق الحرة بكل من طنجة والقنيطرة والدار البيضاء، والتي أصبحت منصات إنتاج وتصدير موجهة بشكل متزايد إلى القارة السمراء.
كما لعب ميناء طنجة المتوسط دوراً محورياً في تعزيز هذا الأداء، بفضل قدراته اللوجستية التي حسّنت انسيابية سلاسل التوريد نحو مختلف الموانئ الإفريقية، مما ساهم في ترسيخ موقع المغرب كفاعل صناعي ولوجستي رئيسي في التجارة البينية الإفريقية.
ووفق ترتيب إندكس بوكس، جاءت كينيا في المرتبة السابعة بقيمة صادرات بلغت 3.90 مليارات دولار، معتمدة على منتجاتها الزراعية والصناعات الغذائية الخفيفة، إضافة إلى أهمية ميناء مومباسا الذي يعد أكبر منفذ تجاري بشرق إفريقيا.
أما ناميبيا، التي حلت تاسعة بقيمة صادرات وصلت إلى 3.25 مليارات دولار، فتستند أساساً على المعادن والطاقة، غير أنها بقيت خلف المغرب رغم وفرة مواردها الطبيعية.
وفي بقية المراكز، احتلت تنزانيا المرتبة العاشرة بـ 3.24 مليارات دولار، فيما جاءت غانا خامسة وساحل العاج سادسة. كما سجّلت جمهورية الكونغو الديمقراطية صعوداً لافتاً إلى المرتبة الرابعة بصادرات بلغت 7.19 مليارات دولار بفضل النحاس والمعادن الأساسية.
وحافظت أنغولا على المركز الثالث بـ 7.29 مليارات دولار معظمها من الهيدروكربونات، في حين جاءت مصر ثانية بصادرات بلغت 7.58 مليارات دولار مدفوعة بتنوع صناعاتها التحويلية.
أما الصدارة، فاحتفظت بها جنوب إفريقيا بفارق كبير، بعدما بلغت قيمة صادراتها 31.12 مليار دولار من السلع الصناعية والمعدنية والغذائية، مستندة إلى أقوى قاعدة صناعية في القارة.
ويعكس هذا الترتيب المتقدم للمغرب استمرار التحول الهيكلي لاقتصاده الصناعي واللوجستي، وترسيخ حضوره في إفريقيا كشريك تجاري موثوق وفاعل اقتصادي صاعد.
