القمح ينتعش في بورصة شيكاغو وسط مؤشرات تقلص الإمدادات الروسية

سجلت أسعار القمح ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات يوم الثلاثاء في بورصة شيكاغو التجارية، مدفوعة بتوقعات تشير إلى تراجع المساحات المزروعة في روسيا، أكبر مصدّر للقمح في العالم، وهو ما أعاد مخاوف نقص المعروض إلى واجهة الأسواق.
وبحسب معطيات صادرة عن شركة الاستشارات الزراعية الروسية SovEcon، فقد أنهت روسيا عمليات زراعة المحاصيل الشتوية لموسم حصاد 2026، حيث بلغت المساحة المزروعة بالقمح الشتوي حتى منتصف ديسمبر نحو 16.1 مليون هكتار، في تراجع طفيف مقارنة بـ 16.2 مليون هكتار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وبانخفاض أوضح مقارنة بعام 2023 الذي سجل 16.9 مليون هكتار.
وأوضح محللو الشركة أن المساحات المزروعة بالقمح الشتوي كانت قد بلغت ذروتها في ديسمبر 2021 عند مستوى 17.8 مليون هكتار، قبل أن تدخل مساراً تنازلياً بفعل تراجع جدوى زراعة الحبوب وفرض رسوم على الصادرات، ما أثر سلباً على قرارات المزارعين.
ولا تقتصر التوقعات السلبية على القمح الشتوي فقط، إذ رجّحت SovEcon تقلص المساحات المزروعة بالقمح الربيعي خلال عام 2026 إلى نحو 10.7 مليون هكتار، مقابل 11.1 مليون هكتار في 2025 و12.3 مليون هكتار في 2024، في انعكاس مباشر لتدهور ربحية القطاع.
ويشير الخبراء إلى أن الضغوط المالية على منتجي الحبوب في روسيا تصاعدت خلال السنوات الأخيرة. ووفق تقديرات SovEcon، بلغت أرباح المنتجين قبل الضرائب خلال الفترة الممتدة من يناير إلى سبتمبر من العام الجاري نحو 69 مليار روبل، مقارنة بـ 93 مليار روبل خلال الفترة نفسها من العام الماضي، فيما كانت قد سجلت 181 مليار روبل في عام 2021، أي قبل تطبيق رسوم التصدير التي شكلت نقطة تحول في الأداء المالي للقطاع الزراعي.
في المقابل، يتحرك منافسو روسيا لتعزيز مواقعهم في سوق القمح العالمي. فقد أظهرت بيانات وزارة الاقتصاد الأوكرانية ارتفاع المساحات المزروعة بالقمح الشتوي إلى 4.7 مليون هكتار حتى منتصف ديسمبر، مقابل 4.4 مليون هكتار قبل عام، وهو أعلى مستوى خلال خمس سنوات.
كما أعلنت وزارة الزراعة الفرنسية أن المساحات المزروعة بالقمح الشتوي بلغت أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات، مسجلة 4.8 مليون هكتار مقارنة بـ 4.7 مليون هكتار في الموسم السابق.
وعلى المدى المتوسط، تتوقع SovEcon أن تنخفض المساحة الإجمالية المزروعة بالقمح في روسيا إلى 26.3 مليون هكتار في عام 2026، مقابل 26.9 مليون هكتار قبل عام، بالتوازي مع تراجع متوسط الغلة إلى 3.2 أطنان للهكتار مقارنة بـ 3.3 أطنان.
ونتيجة لذلك، يُرجّح أن يتراجع إنتاج القمح الروسي إلى نحو 83.8 مليون طن في 2026، مقابل 88.8 مليون طن خلال العام الجاري.
وعلى مستوى التداولات، أنهت العقود الآجلة للذرة تسليم مارس تعاملات الجلسة على ارتفاع طفيف بنسبة 0.1% لتستقر عند 4.47 دولار للبوشل.
في المقابل، تراجعت العقود الآجلة لفول الصويا تسليم يناير بنسبة 0.2% إلى 10.51 دولار للبوشل.
أما القمح، فقد واصل مكاسبه، إذ صعدت العقود الآجلة تسليم مارس بنسبة 0.4% لتصل إلى 5.17 دولارات للبوشل، مدعومة بتوقعات تقلص الإمدادات العالمية.




