الفضة على أعتاب 200 دولار.. توقعات صعود قياسية لعام 2026

مع اقتراب نهاية عام 2025، تتجه الأنظار إلى أسواق المعادن الثمينة، حيث سجلت الفضة أداءً تاريخيًا استثنائيًا هذا العام، وسط توقعات متصاعدة لمزيد من الصعود في 2026.
وفي خطوة لافتة، طرح الخبير المالي العالمي روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب “الأب الغني الأب الفقير”، توقعًا قويًا بوصول سعر الفضة إلى 200 دولار للأونصة خلال العام المقبل، مؤكدًا على مخاطر الاحتفاظ بالنقد في ظل الضغوط التضخمية العالمية.
شهدت الفضة عام 2025 صعودًا مذهلاً، حيث تجاوز سعرها حاجز 70 دولارًا للأونصة لأول مرة في التاريخ، مسجلة مكاسب سنوية تقارب 150% منذ بداية العام. ويعزى هذا الأداء القياسي إلى تزايد الطلب الصناعي، ووجود عجز مزمن في المعروض العالمي، مما جعل المعدن الأبيض من أكثر الأصول ربحية خلال العام.
ويشير الخبراء إلى أن التحولات الجذرية في الأسواق المالية لم تعد تجعل أسعار الذهب والفضة مجرد انعكاس للتضخم أو أسعار الفائدة، بل أصبحت مرآة لتغيرات أعمق في النظام المالي العالمي.
علق روبرت كيوساكي عبر منصة “إكس” قائلاً: “وصول الفضة إلى 70 دولارًا خبر رائع للمستثمرين، وصادم للمدخرين الذين يعتمدون على النقد كوسيلة آمنة لحماية الثروة”.
وأضاف أن هذا المستوى يمثل إشارة مبكرة لتضخم مفرط محتمل خلال السنوات القادمة، مؤكدًا أن التحول نحو الأصول الحقيقية مثل الفضة أصبح ضرورة.
وأشار كيوساكي إلى أن الفضة “أفضل فرصة استثمارية اليوم” لحماية الثروة وتحقيق عوائد استثنائية، مؤكدًا أن التوقعات التي أطلقها سابقًا حول وصول الفضة إلى 70 دولارًا تحققت بالفعل قبل نهاية 2025.
شهدت الفضة هذا العام عدة محركات رئيسية عززت من صعودها:
إقبال تجار التجزئة والمستثمرين الأفراد على شراء السبائك والعملات الفضية، مدفوعًا بفجوة بين قيمتها الحقيقية والأسعار التاريخية.
ارتفاع الطلب الصناعي في قطاعات الألواح الشمسية، السيارات الكهربائية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما زاد الضغط على المعروض.
عجز عالمي في الإمدادات نتيجة تراجع الإنتاج ونضوب المخزونات، ما جعل الأسواق غير قادرة على تلبية الطلب المتزايد.
سياسات نقدية داعمة مع انخفاض أسعار الفائدة عالميًا، مما عزز جاذبية المعادن الثمينة كأصل استثماري.
عوامل إضافية مثل التحوط بالملاذات الآمنة، تراجع قيمة الدولار، ودور التوقعات الإعلامية ساهمت أيضًا في تعزيز الزخم الصعودي للفضة.
حقق سعر الفضة ارتفاعًا بنسبة 150% هذا العام، متجاوزًا مكاسب الذهب التي بلغت حوالي 70%، مدعومًا بارتفاع الطلب الاستثماري واعتبارها معدنًا حيويًا في الصناعات المستقبلية.
تتباين التقديرات حول الفضة للعام المقبل:
جولدمان ساكس: يتوقع متوسط سعر بين 85 و100 دولار للأونصة، مع استمرار العجز في المعروض.
يو بي إس: يشير إلى احتمال وصول السعر إلى 95 دولارًا، مدعومًا بخفض أسعار الفائدة وتعزيز حيازات الصناديق الكبرى.
سيتي بنك: يرى احتمال وصول الفضة إلى 110 دولارات في النصف الثاني من 2026 بسبب الطلب المتزايد من قطاع السيارات الكهربائية.
معهد الفضة: يحذر من فجوة حرجة بين العرض والطلب، قد تتطلب أسعارًا تتجاوز 120 دولارًا لتوازن السوق.
كوميرز بنك: يتوقع استقرار الأسعار حول 80-85 دولارًا، محذرًا من عمليات جني أرباح محتملة في بداية العام الجديد.
مع هذه التوقعات، يبدو أن الفضة مستمرة في رحلة صعودها، لتبقى محور اهتمام المستثمرين الذين يسعون لحماية الثروات واستثمار الفرص في عالم متغير.




