العملات الرقمية تعود إلى التراجع وسط حذر الأسواق وترقب بيانات أميركية حاسمة
عادت العملات الرقمية إلى المسار النزولي خلال تداولات يوم الثلاثاء، متخلية عن مكاسب محدودة حققتها في وقت سابق، في ظل استمرار حذر المستثمرين وتراجع شهية المخاطرة، مع اقتراب صدور بيانات اقتصادية مفصلية في الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع.
وفي ساعات التداول الأولى، سجلت عملة البيتكوين تراجعاً بنحو 1,1 في المئة لتستقر عند حدود 87.815 دولاراً، بعدما كانت قد شهدت تعافياً جزئياً في بداية الأسبوع. ورغم هذا الارتداد المؤقت، ظلت أحجام التداول ضعيفة، متأثرة بأجواء الترقب واقتراب عطلات نهاية العام.
هيمنت حالة من التريث على سلوك المستثمرين، ما أعاد الضغط على سوق العملات المشفرة، خصوصاً مع انتظار صدور بيانات اقتصادية أميركية مؤثرة في وقت لاحق من اليوم.
وتشمل هذه البيانات أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وسط توقعات تشير إلى تباطؤ طفيف في وتيرة النمو مقارنة بالربع السابق، في ظل إشارات متزايدة على فتور سوق العمل.
كما تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أكتوبر، وهو المؤشر المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم. ويعوّل المستثمرون على هذه المعطيات لاستشراف قوة الاقتصاد الأميركي والمسار المحتمل للسياسة النقدية، خاصة فيما يتعلق بتوجهات أسعار الفائدة.
وزادت الضغوط على العملات الرقمية بعد أن أظهرت معطيات السوق توقف شركة “ستراتيجي” التابعة لمايكل سايلور، أكبر حائز مؤسسي للبيتكوين في العالم، عن شراء العملة الرقمية خلال الأسابيع الأخيرة، مقابل تعزيز احتياطياتها النقدية. واعتبر مراقبون هذه الخطوة إشارة على استعداد محتمل لمرحلة تصحيح جديدة في سوق العملات المشفرة.
ولم تقتصر التراجعات على البيتكوين، إذ انخفضت عملة إيثريوم، ثاني أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة 1,8 في المئة إلى مستوى 2.970 دولاراً. كما تراجعت BNB بنحو 1 في المئة لتصل إلى 850,50 دولاراً.
وسجلت عملة XRP خسارة تقارب 1,8 في المئة عند 1,88 دولار، فيما تراجعت سولانا بنسبة 0,8 في المئة، وكاردانو بنحو 0,2 في المئة. كما فقدت دوجكوين حوالي 0,5 في المئة من قيمتها، في حين تراجع سهم ترامب ميديا المرتبط بسوق الأصول الرقمية بنسبة 2,1 في المئة.
ويعكس هذا الأداء استمرار حالة عدم اليقين التي تسيطر على سوق العملات الرقمية، في انتظار إشارات أوضح من الاقتصاد الأميركي قد تحدد الاتجاه المقبل لهذه الأصول عالية المخاطر.
