الصين تتعهد بمبادرة للتعدين العالمي للمعادن النادرة وسط قمة مجموعة العشرين في أفريقيا

وصل رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى قمة مجموعة العشرين في أفريقيا حاملاً مزيجًا من الدفاع عن قيود بلاده على المعادن النادرة وعروضاً لتخفيف المخاوف لدى الدول النامية التي تسعى للاستفادة من الصناعة التي تهيمن عليها بكين.
ركزت القمة على ملف المعادن النادرة، إذ تواجه أوروبا مشاكل في سلاسل التوريد، بينما تطالب دول الجنوب العالمي بمزيد من التعاون للاستفادة من الموارد والمعالجة الصناعية.
وفي خطاب ألقاه الأحد، برّر لي الحاجة إلى “إدارة حذرة” لصادرات المعادن النادرة ذات الاستخدامات العسكرية، قبل أن يعلن عن مبادرة تعدين عالمية تشمل 19 دولة صديقة، من بينها كمبوديا ونيجيريا وميانمار وزيمبابوي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، مع التأكيد على الاستخدام السلمي والتعاون المتبادل.
ورغم هذه المبادرة، لم تقدم الصين تفاصيل مالية محددة، مما أثار تساؤلات حول جدية الالتزامات. وأكدت الدول المشاركة في البيان الختامي للقمة، بما فيها ألمانيا واليابان، على أهمية ضمان وصول مستقر وعادل للمعادن النادرة، مع الالتزام بتحقيق التنمية المستدامة.
وقال كيفن غالاغر، أستاذ سياسات التنمية العالمية في جامعة بوسطن: “الدول لا تريد أن تكون مجرد مورّدين، بل تبحث عن شراكة واستثمارات حقيقية في عمليات التكرير”.
وأكد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا أن بلاده تسعى لأن تكون شريكًا في سلسلة القيمة، وليس مجرد مصدر للمواد الخام.
من جهتها، شددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني على أهمية تأمين سلاسل الإمداد للمكونات الصناعية الأساسية، فيما اعتبرت ثاندي موراکا، نائبة وزير العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا، أن تعزيز القدرات التقنية للدول النامية الغنية بالمعادن يمثل أولوية عاجلة.
وكانت الصين قد استغلت موقعها المهيمن في سوق المعادن النادرة سابقًا كسلاح لحماية الاقتصاد من الرسوم الجمركية الأمريكية، فيما يواصل البلدان مفاوضاتهما حول منح “تراخيص عامة” لتدفق المعادن النادرة بحرية، في خطوة تأتي بعد هدنة تجارية بين شي جين بينغ ودونالد ترمب.
مع ختام القمة، بدا أن ملف المعادن النادرة سيبقى محور اهتمام القادة الأوروبيين والدوليين خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار الجهود لتأمين وصول عادل ومستدام لهذه الموارد الحيوية على المستوى العالمي.




