شهد الدولار الأمريكي هبوطاً أمام سلة من العملات الرئيسية يوم الأربعاء، عقب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، التي عززت توقعات الأسواق بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
وكان الين الياباني والدولار الأسترالي من أبرز الرابحين في تداولات اليوم، مستفيدين من تعافي جزئي بعد الانخفاضات الحادة التي سجلاها أمام الدولار الأسبوع الماضي.
وساهمت خطوة صينية مفاجئة بتثبيت سعر صرف اليوان الرسمي عند مستوى أقوى من 7.1 يوان للدولار — وهي الأولى منذ نوفمبر الماضي — في دعم عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار.
ورغم استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بما في ذلك خلافات جديدة حول الرسوم الجمركية، واصل الدولار الأسترالي ارتفاعه، في حين سجل الين الياباني مكاسب، رغم الغموض السياسي المتعلق بمن سيتولى رئاسة الوزراء المقبلة في طوكيو واحتمال تأجيل التصويت البرلماني الأسبوع المقبل نتيجة الخلافات الداخلية.
انخفض مؤشر الدولار — الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية — بنسبة 0.2% إلى 98.844 نقطة عند الساعة 05:36 بتوقيت غرينتش، مسجلاً تراجعاً مماثلاً للجلسة السابقة.
وفي خطاب له يوم الثلاثاء، أشار جيروم باول إلى أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام خفض أسعار الفائدة، موضحاً أن سوق العمل الأمريكي يواجه تباطؤاً، مع انخفاض معدلات التوظيف وزيادة حالات الفصل، وأن غياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب إغلاق الحكومة لم يمنع صانعي السياسة النقدية من متابعة التوقعات الاقتصادية.
وتشير بيانات LSEG إلى أن الأسواق تراهن بقوة على خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع 28 و29 أكتوبر، يليه خفض آخر في ديسمبر، وثلاث عمليات خفض إضافية محتملة في العام المقبل.
وقال محللو بنك DBS إن الأسواق تتواجد حالياً في “وضعية جولدي لوكس” — أي توازن مثالي بين نمو اقتصادي مستقر وسياسة نقدية ميسرة، مضيفين أن التوترات التجارية وإغلاق الحكومة ومخاوف التضخم لم تعد مؤثرة في هذه المرحلة.
