العملات

الدولار الأميركي تحت الضغط قبيل تطبيق الرسوم الجديدة وعيون الأسواق على ترامب

شهد الدولار الأميركي تراجعًا جديدًا خلال تعاملات يوم الإثنين، ليستقر بالقرب من أدنى مستوياته في عدة سنوات مقابل سلة من العملات العالمية، وسط ترقب حذر من جانب المتداولين مع اقتراب انتهاء مهلة التعريفات الجمركية التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

من المنتظر أن تدخل تعريفات جمركية جديدة حيّز التنفيذ يوم الأربعاء المقبل، ضمن مهلة الـ90 يومًا المعروفة باسم “يوم التحرير”، والتي أعلن عنها ترامب في وقت سابق.

ووفق تصريحات الرئيس الأميركي، فإن تطبيق الرسوم المرتفعة سيبدأ رسميًا في 1 أغسطس، بينما سيتم خلال اليومين المقبلين الكشف عن قائمة تضم نحو 12 دولة ستحصل على إشعارات رسمية بشأن الرسوم الجديدة.

كما هدّد ترامب في تصريحات إضافية بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على الدول التي وصفها بأنها “تتماهى مع سياسات مجموعة بريكس المعادية لأميركا”، مما عزز التوترات الجيوسياسية والاقتصادية في الأسواق الدولية.

حتى الآن، لم تبرم اتفاقيات تجارية مع واشنطن سوى بريطانيا، الصين، وفيتنام، في حين تشهد المفاوضات مع اليابان والاتحاد الأوروبي تعثّراً، ما يثير مخاوف بشأن مصير هذه العلاقات التجارية في حال لم يتم التوصل إلى تفاهمات قبل انقضاء المهلة.

وعلى صعيد الأداء، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.26% ليصل إلى 97.223 نقطة، لكنه لا يزال قريبًا من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات ونصف، والذي سجّله الأسبوع الماضي عند 96.373.

وبحسب آخر المعطيات:

تراجع اليورو بنسبة 0.3% إلى 1.1750 دولار.

استقر الدولار مقابل الفرنك السويسري عند 0.7959، قرب أدنى مستوياته منذ يناير 2015.

صعد الدولار مقابل الين بنسبة 0.38% إلى 145.15 ينًا، معوضًا بعض خسائره المبكرة.

العملات الحساسة للمخاطر مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي تعرضت لضغوط، وسط توقعات بقرارات مهمة من بنكي أستراليا ونيوزيلندا خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى تأثرها بالبيئة العالمية المشحونة بالتوتر التجاري.

وفي هذا السياق، كتب جيمس نيفيتون، كبير متداولي العملات في “كونفيرا”، في مذكرة تحليلية:

“التقلبات السوقية باتت مسألة وقت، وستتزايد فور الإعلان الرسمي عن الرسوم الجمركية الجديدة.”

وأضاف أن الأسواق تبدو أكثر استعدادًا هذه المرة، لأن معظم التغييرات كانت متوقعة سلفًا، مشيرًا إلى أن هناك احتمالًا كبيرًا لتمديد جديد للمهلة، وهو ما بدأت الأسواق في تسعيره فعليًا.

يعكس الأداء الضعيف للدولار في 2025 تحولًا في النظرة العالمية إليه كملاذ آمن، خاصة مع تنامي القلق من تباطؤ اقتصادي عالمي قد لا تستثنى منه الولايات المتحدة.

ويبدو أن التوقعات بتأثر الاقتصاد الأميركي بالموجة المقبلة من الرسوم والتوترات التجارية قد دفعت المستثمرين لإعادة النظر في مكانة الدولار كعملة ملاذ خلال الأزمات.

يتحرك الدولار الأميركي في نطاق ضيق وسط ترقب شديد لخطوة ترامب التالية بشأن الرسوم الجمركية، بينما تحبس الأسواق أنفاسها بانتظار إعلان القائمة الرسمية للدول المتضررة.

وبين مخاوف التباطؤ العالمي، وضعف الثقة في “الأمان الأميركي”، يظل الدولار تحت الضغط في انتظار ساعة الحسم.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى