الجنيه الإسترليني يواصل التراجع وسط صعود الدولار وترقّب قرارات الفيدرالي وبنك إنجلترا

سجّل الجنيه الإسترليني انخفاضًا جديدًا في التعاملات الأوروبية يوم الأربعاء، مواصلاً سلسلة خسائره لليوم الرابع على التوالي أمام الدولار الأمريكي.
ويأتي هذا التراجع في ظل ارتفاع العملة الأمريكية قبيل نشر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي ينتظر المستثمرون أن يكشف عن مؤشرات جديدة بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل.
وتزايدت الضغوط على الإسترليني بعد صدور بيانات بريطانية ضعيفة بشأن سوق العمل وتباطؤ النمو الاقتصادي، ما عزّز التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يتّجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر.
ويترقب المستثمرون بيانات التضخم لشهر أكتوبر، والتي سيتم الإعلان عنها لاحقًا اليوم، لإعادة تقييم هذه التوقعات.
تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% أمام الدولار ليصل إلى 1.3129 دولار، مقارنةً بسعر افتتاح بلغ 1.3150 دولار، بينما سجّل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 1.3151 دولار.
وكان الإسترليني قد خسر 0.1% أمام الدولار في تداولات الثلاثاء، ممتدًا في سلسلة خسائره نتيجة توجه المستثمرين نحو العملة الأمريكية كخيار استثماري أكثر جاذبية.
واصل مؤشر الدولار ارتفاعه يوم الأربعاء بنسبة 0.1%، محققًا مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي، ومسجّلًا أعلى مستوى له خلال أسبوع، مما يعكس استمرار قوة الطلب على الدولار أمام مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية.
ويولي المستثمرون اهتمامًا بالغًا لصدور محضر الاجتماع الأخير للفيدرالي، على أمل أن يوفر إشارات أوضح بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر.
وقد أدّت التصريحات المتشددة لبعض مسؤولي الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي إلى خفض احتمالات تقليص الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، متراجعة من 67% إلى 47%.
في سياق متصل، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقاداته لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الثلاثاء، قائلاً: “أود فعلاً إزاحة الرجل الموجود هناك الآن… لكن هناك من يعيقني”. وتشير التقارير إلى أن ولاية باول ستنتهي في مايو المقبل.
كما أعلن وزير الخزانة سكوت بيسنت أن ترامب سيجتمع بعد عطلة عيد الشكر مع القائمة النهائية للمرشحين لخلافة باول، مع احتمال الكشف عن الاسم المختار قبل حلول عيد الميلاد.
ويعكس هذا المشهد المترابط بين البيانات الاقتصادية والتوترات السياسية حالة عدم اليقين التي تدفع المستثمرين نحو الدولار وتضغط على الجنيه الإسترليني في المدى القريب.




