الجنيه الإسترليني يواصل التراجع مع تزايد رهانات خفض الفائدة بعد بيانات العمل الضعيفة

واصل الجنيه الإسترليني خسائره أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات الخميس في السوق الأوروبية، متراجعًا لليوم الثالث على التوالي، في ظل قوة العملة الأمريكية بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون أنهى أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
وجاء تراجع الإسترليني متأثرًا بصدور بيانات سلبية من سوق العمل البريطاني، والتي عززت التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يتجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في ديسمبر المقبل.
وينتظر المستثمرون في وقت لاحق من اليوم صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي لتقييم مدى متانة الاقتصاد البريطاني في ظل الضغوط الحالية.
و انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% أمام الدولار ليصل إلى 1.3111 دولار، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 1.3133 دولار، بعد أن لامس أعلى مستوى له خلال اليوم عند 1.3134 دولار.
وكان الجنيه قد خسر أمس الأربعاء نحو 0.15%، في ثاني جلسة هبوط متتالية، متراجعًا من أعلى مستوى له في أسبوعين عند 1.3191 دولار نتيجة عمليات جني الأرباح.
في المقابل، واصل مؤشر الدولار الأمريكي صعوده لليوم الثاني على التوالي مرتفعًا بنسبة 0.1%، ليعكس تحسن أداء العملة الخضراء أمام معظم العملات الرئيسية والثانوية.
ويعزى هذا الارتفاع إلى انتهاء حالة الجمود السياسي في واشنطن بعد توقيع ترامب على اتفاق أنهى الإغلاق الحكومي التاريخي، ما أعاد الثقة إلى الأسواق وبدد المخاوف بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي الأمريكي.
أظهرت البيانات الصادرة هذا الأسبوع ارتفاعًا في طلبات إعانة البطالة، إلى جانب تسجيل معدل بطالة هو الأسوأ منذ أبريل 2021، وهو ما خفف الضغوط عن صانعي السياسة في بنك إنجلترا ورفع من احتمالات اتخاذ خطوة تيسيرية الشهر المقبل.
وبناءً على هذه المعطيات، ارتفعت توقعات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر المقبل من 60% إلى 80%، مع تزايد القناعة بأن الاقتصاد البريطاني يحتاج إلى دعم إضافي لمواجهة تباطؤ النمو وارتفاع البطالة.
وبذلك، يبقى الجنيه الإسترليني تحت ضغط مزدوج من البيانات الاقتصادية الضعيفة داخليًا وقوة الدولار الأمريكي خارجيًا، في انتظار إشارات أوضح من بنك إنجلترا حول مسار سياسته النقدية خلال الفترة المقبلة.




