الجنيه الإسترليني يصعد لأعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار وترقب بيانات النمو البريطاني

واصل الجنيه الإسترليني مكاسبه خلال تعاملات الخميس في السوق الأوروبية، مسجلًا ارتفاعه الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي، ليصل إلى أعلى مستوى له في أسبوع، مدعومًا بضعف العملة الأمريكية وتزايد التوقعات بشأن سياسة بنك إنجلترا النقدية.
جاء هذا الارتفاع بعد صدور بيانات قوية عن متوسط الأجور في المملكة المتحدة، والتي عززت قناعة المستثمرين بأن بنك إنجلترا قد يُبقي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب خلال نوفمبر، وسط مؤشرات على استمرار الضغوط التضخمية في سوق العمل البريطاني.
ويراقب المستثمرون عن كثب صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي في وقت لاحق اليوم، والتي ستشكل عاملًا حاسمًا في تحديد توجهات السياسة النقدية خلال الأسابيع المقبلة.
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% أمام الدولار الأمريكي إلى 1.3442 دولار، وهو أعلى مستوى منذ السابع من أكتوبر، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 1.3401 دولار، بينما لامس أدنى مستوى له خلال اليوم عند 1.3392 دولار.
وكان الجنيه قد أنهى جلسة الأربعاء على ارتفاع بنسبة 0.6%، في أول مكسب له خلال ثلاثة أيام، مستفيدًا من تراجع الدولار الأمريكي في أسواق العملات.
في المقابل، واصل مؤشر الدولار تراجعه للجلسة الثالثة على التوالي، منخفضًا بنسبة 0.25% إلى 98.42 نقطة، وهو أدنى مستوى في نحو أسبوعين، في ظل تجدد المخاوف بشأن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.
وجاء التراجع بعدما صعّد مسؤولون أمريكيون كبار، من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون جرير، لهجتهم تجاه الصين، منتقدين توسعها في ضوابط تصدير المعادن النادرة، واعتبروها تهديدًا مباشرًا لسلاسل التوريد العالمية.
وفي ردها، أكدت وزارة التجارة الصينية أن القيود الجديدة “تأتي ردًا على الإجراءات الأمريكية التقييدية ضد الشركات الصينية”، ووصفت الانتقادات الأمريكية بأنها “محاولة لتحريف الحقائق وإلقاء اللوم على الآخرين”.
هذا التوتر المتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم أثار حالة من الحذر في الأسواق، لكنه في الوقت ذاته عزز الطلب على العملات ذات العائد المرتفع نسبيًا، وفي مقدمتها الجنيه الإسترليني، الذي وجد دعمًا إضافيًا في ضعف العملة الأمريكية.