الجنيه الإسترليني يرتفع وسط ترقّب بيانات التضخم وتباين مواقف بنك إنجلترا

افتتح الجنيه الإسترليني تعاملات يوم الأربعاء على ارتفاع طفيف في السوق الأوروبية، مستفيدًا من ضعف الدولار الأمريكي وتحرك بعض المستثمرين لاقتناص فرص الشراء من مستويات منخفضة، بعد أن بلغ أدنى مستوى له في أربعة أسابيع مقابل العملة الأميركية.

سجّل الجنيه الإسترليني مكاسب نسبتها 0.15% ليصل إلى 1.3447 دولار، صعودًا من مستوى افتتاح اليوم عند 1.3428 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 1.3421 دولار.

وجاء هذا الارتفاع عقب خسارة حادة يوم الثلاثاء بلغت 1.1%، وهي الأكبر منذ 25 أبريل، مدفوعة بتزايد الطلب على الدولار كملاذ آمن مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

تتجه الأنظار الآن إلى اجتماع بنك إنجلترا المقرر غدًا الخميس، وسط انقسام واضح بين أعضاء لجنة السياسة النقدية بشأن توقيت بدء خفض أسعار الفائدة.

ورغم تراجع احتمالات حدوث خفض في هذا الاجتماع إلى أقل من 30%، فإن المستثمرين ينتظرون بيانات التضخم لشهر مايو، المقرر صدورها اليوم، والتي من شأنها أن تُعيد رسم توقعات السوق بشأن توجهات البنك خلال الأشهر المقبلة.

وتعكس مواقف البنك حالة من الحذر، خصوصًا في ظل توقيع بريطانيا اتفاقيات تجارية جديدة مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يفتح آفاقًا جديدة للنمو ولكنه يتطلب ضبطًا دقيقًا للسياسة النقدية.

و من جهة أخرى، انخفض مؤشر الدولار الأميركي بأكثر من 0.15%، متخليًا عن أعلى مستوى له في أسبوع. ويعزى هذا التراجع إلى جني الأرباح بعد مكاسب كبيرة في الجلسة السابقة، إلى جانب إحجام المستثمرين عن بناء مراكز شرائية جديدة قبل إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المرتقب مساء اليوم.

من المتوقع أن يُبقي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير عند نطاق 4.25%–4.50% للاجتماع الرابع على التوالي، في حين تترقب الأسواق بشدة التحديثات الاقتصادية والتعليقات التي ستصدر عن المسؤولين، بحثًا عن إشارات واضحة حول احتمال تخفيف السياسة النقدية خلال النصف الثاني من العام.

في المجمل، يتحرك الجنيه الإسترليني ضمن نطاق حذر، بين ضغوط الأسواق العالمية وآمال الاستقرار المحلي، فيما يبدو أن نتائج بيانات التضخم واجتماع البنك المركزي البريطاني ستحسم اتجاه العملة في المدى القريب.