البيتكوين تستقر بانتظار تفاصيل الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين

شهدت عملة البيتكوين استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات الأربعاء، بعد أن سجلت مكاسب قوية في جلسة الثلاثاء بدعم من مؤشرات إيجابية بشأن التوصل إلى إطار تجاري جديد بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما عزز من شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر.
وبقيت العملة الرقمية الأكبر في العالم عند مستوى 109,559.20 دولارًا حتى الساعة 02:08 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي (06:08 بتوقيت غرينتش)، دون تغيرات كبيرة عن مستوياتها في الجلسة السابقة.
و ارتفعت البيتكوين بقوة يوم الثلاثاء مدفوعة بتجدد الآمال بإبرام اتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين عالميين. هذا الزخم جاء في وقت تتزايد فيه المؤشرات على دعم تشريعي متصاعد وتوسع ملحوظ في تبني المؤسسات الكبرى للعملات الرقمية.
ورغم أن السعر لا يزال أدنى من أعلى مستوياته القياسية عند 112,000 دولار، والتي بلغها الشهر الماضي، إلا أن المستثمرين ينظرون بإيجابية إلى التطورات السياسية والتجارية الأخيرة.
كان مسؤولون أمريكيون وصينيون قد أعلنوا الثلاثاء عن التوصل إلى إطار عام لاتفاق تجاري يهدف إلى إحياء التفاهمات الجمركية السابقة في جنيف. يتضمن الاتفاق خطوات من بينها رفع القيود الصينية على صادرات المعادن الأرضية النادرة، مقابل تخفيف القيود الأمريكية على تصدير أشباه الموصلات والتقنيات المرتبطة بها.
وقال وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، إن قضايا المعادن النادرة والمغانط “تمت تسويتها”، معتبرًا أن هذا الإطار الجديد يمنح “مضمونًا حقيقيًا” للاتفاقات السابقة. ومع ذلك، لا يزال المستثمرون بانتظار الموافقة النهائية من الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ، ما يضع الأسواق في حالة ترقّب.
في الوقت نفسه، تتجه أنظار الأسواق إلى تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في الولايات المتحدة، المتوقع صدوره لاحقًا اليوم.
وقد تشكل قراءة أقل من التوقعات حافزًا جديدًا للأسواق، عبر تعزيز احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما يرفع جاذبية الأصول ذات المخاطر المرتفعة وعلى رأسها البيتكوين.
يرى محللون أن مدى استدامة مكاسب البيتكوين الأخيرة سيتوقف على عاملين رئيسيين: مدى جدية وتفاصيل الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني، وقراءات التضخم الأمريكية القادمة.
فإذا جاءت البيانات والتطورات السياسية في صالح شهية المخاطرة، قد تستأنف العملة الرقمية مسارها الصاعد؛ أما إذا خابت التوقعات، فقد تدخل السوق في مرحلة من التماسك أو التصحيح.