العملات الرقمية

البيتكوين بين ضغط الحيتان وآمال الصعود نحو قمة جديدة

يشهد سوق العملات الرقمية مرحلة شديدة الحساسية، حيث تتحرك عملة البيتكوين في نطاق متقلب بفعل ضغوط متعددة. فبينما تؤدي عمليات البيع الضخمة من كبار المستثمرين المعروفين بـ”الحيتان”، إلى جانب تباطؤ تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة وارتفاع مستويات التذبذب، إلى إضعاف المسار الصعودي، يرى محللون أن هذه التراجعات قد تكون مجرد محطة في مسار تصاعدي أكبر قد يدفع البيتكوين إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.

أوضح ديفيد بيلي، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قضايا البيتكوين والرئيس التنفيذي لشركة “ناكاموتو”، أن اثنين من كبار حاملي العملة يمتلكان معًا أكثر من 200 ألف بيتكوين. هذه الكمية الهائلة تمنحهم قدرة استثنائية على التأثير في حركة السوق.

ويرى بيلي أن توقف هؤلاء عن البيع قد يفتح الباب أمام قفزة سريعة قد تصل بسعر البيتكوين إلى 150 ألف دولار.

خلال الأسابيع الماضية، شهدت السوق عمليات بيع ضخمة أربكت المتداولين. ففي 24 أغسطس، باع أحد الحيتان 24 ألف بيتكوين دفعة واحدة، ما أدى إلى هبوط حاد وخسائر تجاوزت 500 مليون دولار من مراكز الرافعة المالية.

كما قام مستثمر طويل الأجل بتحويل 400 بيتكوين إلى منصة HyperLiquid لبيعها، قبل أن يتبع ذلك عرض 2000 بيتكوين مقابل نحو 49 ألف إيثريوم، وهو ما زاد من حدة الاضطرابات.

رغم هذه الضغوط، يعتبر بعض المحللين أن الوضع لا يزال ضمن الحدود الطبيعية. إذ يشير المحلل دارك فروست إلى أن البيتكوين، بعد أن بلغ 123 ألف دولار، تراجع بنسبة 12% فقط، وهي نسبة تُعد “تصحيحًا صحيًا” يساهم في إعادة التوازن للسوق. وذكّر بأن فترات صعود سابقة شهدت تراجعات أعمق وصلت إلى 28%، لكنها لم توقف الاتجاه الطويل الأجل.

يتداول البيتكوين حاليًا حول مستوى 110 آلاف دولار، وسط تباين في التوقعات. فبينما يخشى البعض أن يكون الانخفاض مقدمة لانهيار أوسع، يرى آخرون أن هذه المرحلة قد تمثل الوقود اللازم لدفع العملة الرقمية الأكبر نحو أهداف جديدة، مع توقعات بأن تلامس مستوى 150 ألف دولار إذا تراجعت ضغوط الحيتان واستعادت صناديق الاستثمار المتداولة زخمها.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى