الاتحاد الأوروبي يطالب الصين بإعادة التوازن التجاري وتسهيل دخول الشركات قبل قمة يوليو

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على إعادة تحقيق التوازن في العلاقات الاقتصادية مع الصين خلال القمة المرتقبة هذا الشهر، مع التركيز على مطالبة بكين بتسهيل دخول الشركات الأوروبية إلى السوق الصينية وتخفيف القيود المفروضة على صادرات المعادن النادرة.
وفي كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أشارت فون دير لايين إلى القلق الأوروبي من الفائض الكبير في الإنتاج الصيني، بالإضافة إلى دعم الصين للجهود الروسية في الحرب بأوكرانيا.
وقالت إن الصين تسجل أكبر فائض تجاري “في تاريخ البشرية”، حيث تصدر كميات هائلة من السلع إلى الاتحاد الأوروبي بينما تعوق الشركات الأوروبية من العمل بحرية في الأسواق الصينية.
وأكدت أن “الشراكة بيننا تحتاج إلى إعادة توازن حقيقية، عبر معالجة الاختلالات في السوق وتقليص الفائض الصيني، وضمان وصول عادل ومتبادل للشركات الأوروبية.”
تسعى الصين إلى تحسين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي لموازنة نفوذها مع الولايات المتحدة، إلا أن التوترات الاقتصادية العميقة لا تزال قائمة، إذ بلغ العجز التجاري بين الجانبين 357 مليار دولار في 2024.
وتخشى بروكسل أن يؤدي الدعم الحكومي الكبير للصين إلى زيادة فائض الإنتاج، ما يضخم العجز الأوروبي بسبب تدفق السلع الصينية الرخيصة التي قد تلحق الضرر بالمصانع والشركات الأوروبية.
وحذرت فون دير لايين من أن “الصين لا يمكنها الاعتماد على الصادرات لمعالجة مشاكلها الاقتصادية، ويجب حل فائض الإنتاج من جذوره بدلاً من تصديره إلى الأسواق العالمية.”
كما أكدت أن المفوضية ستسعى إلى تخفيف القيود على تصدير المعادن النادرة، في حين تواصل العمل على تطوير مصادر بديلة للإمدادات، في ظل هيمنة الصين على نحو ثلثي إنتاج التعدين العالمي و92% من الإنتاج المكرر، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وأثارت العلاقات الوثيقة بين الصين وروسيا توترات إضافية، حيث قالت فون دير لايين إن “دعم الصين لاقتصاد الحرب الروسي أمر غير مقبول، وسيكون موقفها من حرب بوتين عاملًا حاسمًا في مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.”
تجدر الإشارة إلى أن القمة التي ستُعقد في 24 و25 يوليو الجاري، تأتي بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين.