اقتصاد المغربالأخبار

استطلاع: الفتيات المغربيات يواجهن صعوبات في التعليم والعمل بسبب الأعراف الاجتماعية

كشف تقرير حديث صادر عن شبكة “أفروباروميتر” البحثية أن النساء المغربيات ما زلن يواجهن تحديات جمة في مسيرتهن نحو المساواة، إذ تتفاقم معاناتهن مع التحرش الجنسي وتستمر العوائق الاجتماعية والتحيز في إغلاق أبواب التوظيف والمشاركة السياسية أمامهن، وذلك على الرغم من الجهود الحكومية والإصلاحات القانونية المطبقة.

تأتي نتائج الاستطلاع، الذي نُشر في نهاية أكتوبر 2025، لتؤكد وضع المغرب المقلق على الصعيدين الإقليمي والدولي.

فوفقاً لـ تقرير فجوة النوع الاجتماعي العالمي لمنتدى الاقتصاد العالمي لعام 2025، يحتل المغرب المرتبة العاشرة من أصل 14 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز 137 عالمياً من أصل 148 دولة.

هذا الترتيب المتدني يبرز التحديات الهيكلية التي تواجه المملكة في الوفاء بالتزاماتها الدولية، لا سيما الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الذي ينادي بالمشاركة الفعالة والمتساوية للمرأة في صنع القرار.

أظهرت بيانات الاستطلاع، الذي أُجري في فبراير 2024 وشمل عينة تمثيلية من 1200 مواطن مغربي بالغ، جوانب مقلقة من واقع المرأة المغربية:

  • التحرش الجنسي: أكثر من أربعة من كل عشرة مواطنين (43%) يرون أن التحرش الجنسي بالنساء في الأماكن العامة يحدث “غالباً” أو “دائماً”. هذه النسبة ترتفع بشكل لافت في المناطق الحضرية (51%) وبين النساء (48%).

  • قيود العمل: ثلاثة من كل عشرة مواطنين يقولون إن الأزواج أو أفراد العائلة يمنعون النساء من العمل المدفوع الأجر “غالباً” أو “دائماً”. وتتفاقم هذه النسبة لتصل إلى 42% في المناطق القروية.

  • التعليم: على الرغم من تحقيق شبه مساواة في التعليم ما بعد الثانوي، إلا أن 15% من المستجوبين يؤكدون أن العائلات تمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة لصالح تعليم الأولاد “غالباً” أو “دائماً”. ترتفع هذه النسبة إلى 33% بين الذين يعانون من الفقر.

  • التحرش في المدرسة: يشير 27% من المستجوبين إلى أن الفتيات التلميذات يواجهن التمييز أو التحرش أو طلبات للإيحاءات الجنسية من معلميهن “غالباً” أو “دائماً”.

كشف التقرير عن فجوة هائلة في سوق العمل، حيث إن 69% من النساء في سن العمل غير موظفات ولا يبحثن عن عمل، مقارنة بـ 18% من الرجال. وتُعرّف غالبية النساء غير العاملات أنفسهن كـ ربات بيوت (54%).

عند سؤالهم عن العوائق أمام دخول النساء لسوق العمل، يرى 21% من النساء و27% من الرجال أن “عدم قبول المجتمع لعمل المرأة” هو العائق الرئيسي، بينما أشار عدد كبير من النساء إلى نقص رعاية الأطفال ونقص الترتيبات العملية المرنة.

بالرغم من أن النساء يشكلن ما يقرب من نصف سكان المغرب، فإنهن يحصلن على 24% فقط من مقاعد البرلمان.

ومع ذلك، هناك دعم شعبي واسع للمساواة السياسية؛ إذ يرى 65% من المواطنين أن النساء يجب أن يحصلن على فرصة متساوية مع الرجال في الانتخاب للمناصب العامة، لكن هذه النسبة المدعومة بقوة من النساء (82%) تنخفض بشكل حاد بين الرجال (49%).

في مواجهة التحرش، يطالب ثلاثة أرباع المستجوبين (75%) بأن تبذل الشرطة والمحاكم جهوداً أكبر لحماية النساء والفتيات من التمييز والتحرش.

وتأتي هذه المطالبة الملحة في ظل إشارة 62% من المواطنين إلى أن شكاوى النساء حول التمييز أو التحرش “من المحتمل” أن يُصدقن، مما يعكس ثقة جزئية تتطلب تعزيزاً بالإجراءات.

ويخلص تقرير “أفروباروميتر” إلى أن تمكين المرأة في المغرب لا يزال عملاً قيد التنفيذ، مشيراً إلى أن التقدم في التعليم العالي يقابله تراجع كبير في سوق العمل بسبب الأعراف الاجتماعية والتحيز، وأن التحرش الجنسي يمثل مصدر قلق كبير، مع مطالبة مجتمعية واضحة بضرورة استجابة أكثر فعالية من الأجهزة الأمنية والقضائية لضمان الحماية والمساواة للمرأة المغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى