اختر خياراتك لتشكل مستقبلك: كيف تتغلب على مخاوف اتخاذ القرار

في عالم مليء بالخيارات اليومية والتحديات الكبرى، تلخص كلمات نيلسون مانديلا الشهيرة “لتعكس خياراتك آمالك.. لا مخاوفك” جوهر معركة الإنسان مع قراراته.
فعملية اتخاذ القرار ليست مجرد اختيار عابر، بل هي رحلة معقدة تمزج بين الطموح والخوف والارتباك.
القرار بطبيعته يفرض اختيار مسار على حساب آخر، سواء كان قرارًا مصيريًا مثل قبول وظيفة جديدة أو الارتباط بشريك حياة، أو قرارًا يوميًا كاختيار وجبة الغداء. ومع كل قرار، يبدأ فصل جديد في حياتنا، يحمل في طياته أثرًا ملموسًا على مستقبلنا.
لكن البشر بطبيعتهم يفضلون الثبات والروتين، ويشعرون بعدم الراحة أمام أي تغيير محتمل. الدراسات تؤكد أن الإجهاد المزمن يقلل من قدرتنا على تقييم الخيارات بدقة، ويزيد من الميل إلى اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة.
وفي مواقف الضغط الشديد، يتفعل ما يُعرف برد الفعل الغريزي “القتال أو الهروب أو التجمد”، مما يضاعف صعوبة اتخاذ القرار الصحيح ويؤثر على الصحة النفسية والعقلية مع مرور الوقت.
تشير الأبحاث إلى أن الغالبية العظمى من الأشخاص حول العالم يفضلون الاعتماد على الذات عند اتخاذ القرارات، متجاوزين الاستشارات الخارجية أو رأي الجماعة.

وقد أظهرت دراسة شملت أكثر من 3500 شخص في 12 دولة أن الحدس الشخصي غالبًا ما يتفوق على التحليل العقلاني، خصوصًا عندما يكون القرار مرتبطًا بأصالة الذات واستقلاليتها.
ضعف الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات ورغبة إرضاء الآخرين هي أبرز العوامل التي تؤدي إلى التردد أو اتخاذ قرارات غير مناسبة.
و أظهرت دراسة حديثة عام 2025 أن الشباب ذوي تقدير الذات المنخفض يميلون إلى التردد بشكل واضح، بينما من يسعون لإرضاء الآخرين غالبًا ما يتخذون قرارات لا تعكس مصالحهم الحقيقية، خوفًا من الرفض أو العواقب السلبية.
أظهرت دراسات حديثة أن الاستعانة بأدوات دعم القرار، والمخططات العقلية، واستراتيجيات التمييز الذهني يمكن أن تساعد على اتخاذ خيارات أفضل. فالتمييز يجمع بين معرفة الذات، والرؤى العميقة، وفهم المعلومات الخارجية، ليصل بالإنسان إلى قرار مدروس وأصيل.
إن تبني نهج التمييز في اتخاذ القرار لا يعني فقط الاختيار الصحيح، بل هو خطوة نحو بناء نسخة أفضل من نفسك، تتجاوز الخوف والتردد، وتختار دائمًا آمالك بدل مخاوفك.
ست خطوات لدمج التمييز في اتخاذ القرار | |||
1- الاعتراف بالمخاوف والأفكار السلبية والمعتقدات المحدودة | ابدأ بتسمية مخاوفك ومعتقداتك السلبية المرتبطة بالقرار. اسأل نفسك: ما الدليل على أن هذه الفكرة صحيحة اليوم؟ وكيف يمكن إعادة صياغتها لتصبح فرصة للتعلم والنمو بدلاً من أن تكون عقبة؟ | ||
2- الإصغاء للمشاعر الأولية أو “الحدس“ | لا تتجاهل إحساسك الأولي. اكتشف ما يخبرك به هذا الشعور، فقد يكون مؤشراً مهماً يستحق الاهتمام ويجب تضمينه في عملية اتخاذ القرار. | ||
3- البحث العميق في كل جوانب القرار | كلما تعمّقت أكثر، اتضحت الصورة. ومع فهم أفضل للجوانب الإيجابية والسلبية والمخاطر المحتملة، تصبح أقل قلقاً وأكثر ثقة بخيارك. | ||
4- اسمح لنفسك بأن تكون “أنانياً” عند الحاجة | القرارات التي تهدف إلى إرضاء الآخرين على حساب حقيقتك الداخلية قد تمنحك ارتياحاً مؤقتاً، لكنها لن تدعم سعادتك طويلة المدى أو أهدافك الحقيقية. | ||
5- خذ وقتك | لا تتعجل، اتخذ قرارات ناضجة عندما تكون مستعداً. القرار الجيد هو الذي يتوافق مع أهدافك ومصلحتك وقيمك. | ||
6- اختر في الوقت الذي يناسبك أنت | لا تتخذ قراراً لأنك تشعر بأنك مضطر. القرار الذي يأتي في الوقت الصحيح هو خطوة في الاتجاه الصحيح. | ||




