الاقتصادية

إنفيديا…من رقائق الألعاب إلى عرش الاقتصاد الرقمي بقيادة الذكاء الاصطناعي

في زمنٍ تتغير فيه موازين القوى الاقتصادية بسرعة، تحولت شركة “إنفيديا” من مجرد مصنع لرقائق الألعاب إلى واحدة من أعمدة الاقتصاد العالمي الجديد، مدفوعةً بثورة الذكاء الاصطناعي التي تعيد رسم خريطة الصناعات والتكنولوجيا.

منذ يوليو 2020، ارتفع سهم إنفيديا بنسبة مذهلة بلغت 1541%، منتقلاً من مستوى 10.5 دولارات ليُغلق في 18 يوليو 2025 عند 172.4 دولاراً، ما جعل منه أفضل الأسهم أداءً في “وول ستريت” خلال خمس سنوات فقط.

هذا الصعود اللافت لم يكن وليد صدفة، بل نتيجة تحول استراتيجي جذري في نموذج أعمال الشركة، حيث انتقلت من تركيزها التقليدي على بطاقات الرسوميات نحو قيادة سوق الحوسبة عالية الأداء ومراكز البيانات، التي أصبحت تمثل الآن قرابة 90% من إيراداتها.

هذا التوجه انعكس بوضوح في نتائجها المالية الأخيرة؛ إذ سجلت الشركة نمواً سنوياً بنسبة 69% في الإيرادات خلال الربع الأخير، مستفيدة من الطلب القياسي على منصتها الجديدة “بلاكويل” المخصصة لمعالجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

الرئيس التنفيذي، جينسن هوانغ، عبّر بوضوح عن هذا التحول قائلاً: “الذكاء الاصطناعي أصبح البنية التحتية الحيوية للعالم الجديد، وإنفيديا تتصدر هذا التحول العالمي”.

وخلال عام 2024، حققت الشركة أرباحاً صافية بلغت 77 مليار دولار من إجمالي إيرادات قدرها 148 مليار دولار، مع هامش ربح مثير للإعجاب بلغ 51%.

وقد ساعدها ذلك على اعتلاء قمة التصنيف العالمي من حيث القيمة السوقية، التي بلغت حوالي 4.2 تريليون دولار.

إنفيديا اليوم ليست فقط شركة تكنولوجية، بل فاعل مركزي في التحول الاقتصادي الرقمي، ومحرّك رئيسي للمرحلة المقبلة من الابتكار العالمي، في عالم تتصدر فيه المعالجات والبيانات مشهد القوة والنفوذ.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى