إلغاء الإعفاء الجمركي للطرود الصغيرة يربك التجارة الإلكترونية الدولية

أعلنت خدمات البريد الدولي تعليق شحن الطرود إلى الولايات المتحدة الأميركية، بعد انتهاء الإعفاء الجمركي المعروف باسم «دي مينيميس» الذي كان يسمح بدخول السلع ذات القيمة حتى 800 دولار دون دفع رسوم جمركية.
ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من السياسات التجارية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أثرت بشكل مباشر على المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة.
يشكل إلغاء الإعفاء ضربة قوية للبائعين على منصات التجارة الإلكترونية، بعد أن كان يمثل فرصة لتسهيل شحن المنتجات منخفضة التكلفة، خاصة من الصين وهونغ كونغ، حيث خفضت الرسوم الجمركية من 120% إلى 54% في ماي الماضي، ما أثّر على شركات الملابس والمنتجات الرخيصة.
استباقياً، أعلنت خدمات البريد الأوروبية والآسيوية تعليق شحنات إلى الولايات المتحدة، حيث أكدت سنغافورة والهند تعليق بعض الشحنات مؤقتاً.
كما أعلن البريد الدولي أن 25 أغسطس سيكون آخر يوم لقبول الطرود، فيما سيتوقف البريد النمساوي عن الشحن إلى الولايات المتحدة في 26 أغسطس بسبب نقص المعلومات حول إجراءات التخليص الجمركي المستقبلية.
يتوقع أن تؤثر هذه الإجراءات على البائعين الذين يقدمون خصومات، والأسواق الإلكترونية التي تربط المستهلكين الأميركيين بالشركات العالمية.
فقد قدرت إدارة الجمارك الأميركية أن أكثر من 1.36 مليار شحنة استفادت من «دي مينيميس» في السنة المالية الماضية، مع معالجة نحو 4 ملايين شحنة يومياً.
وبحسب القرارات الأخيرة، قد تواجه الشركات رسوماً تصل إلى 200 دولار للسلعة الواحدة، اعتماداً على معدل الرسوم الجمركية في بلد المنشأ، حيث فرضت الولايات المتحدة معدلات جديدة على عدد من الشركاء التجاريين، مع أعلى معدل 50% للبرازيل.
أعلنت بعض الشركات، مثل شركات المجوهرات الكندية ومستحضرات التجميل الكورية، عن تعديل سياساتها أو فرض رسوم إضافية على العملاء، فيما علّقت شركات غزل وحرف يدوية بريطانية شحن الطرود بسبب التكاليف المرتفعة، والتي قد تصل إلى 50% من قيمة الطلب.
كما أوقفت الخدمة البريدية البريطانية الشحن إلى الولايات المتحدة لفترة قصيرة لإعادة تجهيز نظامها وفق المتطلبات الجديدة.
نصحت بعض المنصات الإلكترونية البائعين بدفع الرسوم والضرائب مسبقاً عند شراء ملصقات الشحن لتقديم تجربة شراء سلسة للمستهلكين، بينما قررت شركات أخرى، مثل صانعات المجوهرات البريطانية، تعليق المبيعات تماماً للعملاء الأميركيين، ما قد يؤثر بشكل كبير على حجم أعمالها.