عندما أعاد إريك بيكر شراء شركة ستب هب في فبراير 2020، كان العالم على أعتاب جائحة كوفيد-19 التي عطّلت الفعاليات الحية حول العالم، ما جعل الصفقة تبدو في البداية وكأنها كارثة مالية محتملة.
ومع ذلك، أثبت بيكر أنه لا يعرف الاستسلام بسهولة، بعد أن تخطى ثلاثة محاولات فاشلة لطرح الشركة للاكتتاب العام ليصل أخيرًا إلى النجاح في محاولته الرابعة.
بيكر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لستب هب، بدأ مسيرته برغبة صريحة في تحقيق الثروة، كما اعترف في مقابلة عام 2012.
بعد طرده من ستب هب عام 2005 على يد شريكه المؤسس جيف فلور، أسس بيكر شركة فياغوغو في لندن لتصبح منافسًا قويًا، قبل أن يعيد شراء ستب هب بمبلغ 4 مليارات دولار.
الصفقة جاءت قبل أسابيع فقط من إغلاق الفعاليات الحية عالميًا، ما دفع فوربس لوصفها بأنها “أسوأ صفقة على الإطلاق”.
رغم التحديات الجائحة، نجت ستب هب بفضل استراتيجيات ذكية، مثل منح المشترين أرصدة للشراء المستقبلي بدل استرجاع الأموال، وهو ما ساعد الشركة على الصمود حتى عودة النشاط الطبيعي للفعاليات الحية، مع تسجيل جولات فنية ضخمة مثل جولة Taylor Swift’s Eras Tour إيرادات قياسية.
مع عودة السوق، تمكنت ستب هب من تعزيز حصتها في سوق إعادة بيع التذاكر مقارنة بمنافسين مثل SeatGeek وVivid Seats، بدعم من ميزانية تسويقية ضخمة.
ومع ذلك، جاءت هذه الاستراتيجية بتكاليف مرتفعة، حيث بلغت الخسائر الصافية 2.8 مليون دولار العام الماضي، بينما ارتفعت الإيرادات إلى 1.77 مليار دولار. الطرح العام الأولي للشركة في بورصة نيويورك، بسعر 23.50 دولار للسهم، أعطى للشركة تقييمًا قدره 8.6 مليار دولار، مع نصيب لبيكر يصل إلى حوالي 800 مليون دولار.
رغم النجاح النسبي، لم يحقق الطرح العام الأولي التقييم الذي كانت تتوقعه الشركة في سنوات سابقة، حيث كانت ستب هب تطمح لتقييم بين 13 و16.5 مليار دولار. كما واجهت الشركة ضغوطًا سياسية وقانونية، بما في ذلك دعوى قضائية حول الرسوم المرتفعة وإجراءات حكومية لتحديد أسعار إعادة بيع التذاكر.
وفي ظل هذه البيئة المعقدة، يظل التحدي الأكبر هو استدامة النمو في ظل المنافسة الشرسة من Ticketmaster، الرائدة في مبيعات التذاكر الأولية.
ومع ذلك، يرى محللون أن تركيز ستب هب على حصتها السوقية في إعادة بيع التذاكر المتخصصة ونمو الإيرادات بنسبة 71٪ بين 2022 و2024 قد يمنحها فرصة للبقاء ومواصلة المنافسة.
من شبابه الطموح إلى مواجهة الأزمات الكبرى وإعادة بناء إمبراطورية التذاكر، يظل إريك بيكر مثالًا على الجرأة في عالم الأعمال، حيث المخاطرة المرتفعة غالبًا ما تكون الطريق نحو المكاسب الكبيرة، مهما كانت الظروف صعبة.
