أوربان يعلن عن اتفاق “درع مالي” مع واشنطن لحماية الاقتصاد المجري من الأزمات

أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عن توصل بلاده إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يقضي بإنشاء ما وصفه بـ“درع مالي” يهدف إلى حماية الاقتصاد والمالية العامة للمجر من أي تهديدات أو اضطرابات خارجية محتملة.
وجاء هذا الإعلان عقب لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الجمعة، حيث ناقش الجانبان ملفات الطاقة والعقوبات المفروضة على روسيا، ليُسفر اللقاء عن منح المجر إعفاء لمدة عام من العقوبات الأمريكية المتعلقة باستيراد النفط والغاز الروسيين.
وبحسب مصادر في البيت الأبيض، فقد تعهدت بودابست بشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة ضمن عقود تصل قيمتها إلى نحو 600 مليون دولار، في خطوة تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين وتقلل من اعتماد المجر على مصادر الطاقة الروسية.
وقال أوربان، في تصريح صحفي خلال عودته من واشنطن، إن الاتفاق مع ترامب يتضمن التزاماً أمريكياً بدعم الاستقرار المالي للمجر في حال تعرضت لهجمات خارجية تستهدف نظامها المالي أو عملتها.
وأضاف في مقطع مصور بثه موقع “إندكس.إتش.يو” الإخباري، أن “الولايات المتحدة ستقف إلى جانبنا إذا حاول أي طرف زعزعة اقتصادنا أو ضرب استقرارنا المالي”.
ورغم عدم كشفه عن تفاصيل الاتفاق أو آلياته، أكد أوربان أن هذا التفاهم يمثل نقلة نوعية في حماية بلاده من الضغوط الاقتصادية، قائلاً: “لم تعد هناك مخاوف من أن تتعرض المجر أو عملتها لهجوم مالي، أو أن تواجه ميزانيتنا أزمة تمويلية”.
ويأتي هذا الاتفاق في وقت يعاني فيه الاقتصاد المجري من ركود استمر ثلاث سنوات متتالية، نتيجة الارتفاع الكبير في معدلات التضخم عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، إضافة إلى تعليق الاتحاد الأوروبي مليارات اليوروهات من المساعدات بسبب خلافات مع بودابست حول إصلاحات تتعلق بسيادة القانون.
ويرى مراقبون أن “الدرع المالي” الجديد مع واشنطن قد يمنح أوربان هامشاً أوسع للمناورة السياسية والاقتصادية بعيداً عن ضغوط الاتحاد الأوروبي، في وقت يسعى فيه الزعيم المجري إلى تعزيز استقلالية بلاده ضمن المشهد الجيوسياسي المتقلب في أوروبا.




