الاقتصادية

أنفيديا.. شرارة الأسواق القادمة ورهان الذكاء الاصطناعي

شهدت وول ستريت نهاية الأسبوع الماضي انتعاشة ملحوظة، بعد سلسلة من التراجعات دامت خمس جلسات متتالية.

وجاء هذا التحول مدفوعًا بإشارات إيجابية من رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مما أعاد الثقة للمستثمرين ودفع بمؤشر “إس آند بي 500” إلى أعلى مستوياته منذ ماي.

وفي قلب هذه الانتعاشة، تبرز شركة “إنفيديا”، التي تُشكل حوالي 8% من وزن المؤشر، حيث تُعد نتائجها وتوقعاتها الفصلية المنتظرة الحدث الأبرز الذي قد يُحدد المسار المستقبلي للسوق.

خلال العامين الماضيين، حقق سهم “إنفيديا” قفزة هائلة بلغت نحو 280%، متفوقًا بذلك بأشواط على أداء السوق الإجمالي الذي ارتفع بحوالي 45% فقط.

ويُعزى هذا الصعود المذهل إلى التفاؤل الواسع النطاق بشأن فرص النمو الهائلة التي يوفرها قطاع الذكاء الاصطناعي.

تُقدر القيمة السوقية لشركة “إنفيديا” حاليًا بنحو 4.3 تريليون دولار، وهو رقم يتجاوز القيمة الإجمالية لأسواق الأسهم في دول مثل كندا والمملكة المتحدة، ويقترب من سوق الأسهم في هونغ كونغ، بل ويُعادل ثلث حجم جميع الشركات المُدرجة في الصين تقريبًا.

لقد أصبحت “إنفيديا” قوة دافعة للعوائد الإجمالية للسوق. فوفقًا لمؤشر “مورنينج ستار” للشركات الأمريكية الكبرى، تُساهم الشركة بحوالي 6.8% من وزن المؤشر، وساهمت بـ 2.4 نقطة من أصل 11.4 نقطة ارتفاعًا سجلها المؤشر في الربع الثاني من عام 2025، متقدمة بذلك على “مايكروسوفت” التي ساهمت بـ 1.9 نقطة.

وارتفع سهم الشركة بنسبة 32% هذا العام، ليتضاعف تقريبًا منذ أدنى مستوى سجله في أبريل، ويأتي 40% من إيراداتها من شركات عملاقة مثل “ميتا بلاتفورمز”، “مايكروسوفت”، “ألفابت”، و”أمازون”، وجميعها من ضمن أكبر 10 شركات من حيث القيمة السوقية في الولايات المتحدة.

القيمة السوقية لأسواق الأسهم في  دول مختارة

الترتيب

الدولة

القيمة السوقية * (مليار دولار)

1

الصين

11.8

2

اليابان

6.3

3

الهند

5.1

4

هونج كونج

4.6

5

كندا

3.4

6

المملكة المتحدة

3.1

كان قطاع التكنولوجيا هو الأسوأ أداءً ضمن مؤشر “إس آند بي 500” خلال شهر أغسطس الجاري. لكن ستيوارت كايزر، رئيس استراتيجية التداول في بنك “سيتي”، توقع في مذكرة بتاريخ 20 غشت أن يتراجع الضغط البيعي على قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بسرعة، ما لم تُصدر “إنفيديا” نتائج مُخيبة للآمال.

في مايو، حذّرت “إنفيديا” من تراجع محتمل في الإيرادات قد يصل إلى 8 مليارات دولار بسبب قيود التصدير إلى الصين.

وعلى الرغم من توقيع اتفاقية مع الإدارة الأمريكية لاستئناف مبيعات شريحة “إتش 20” في الصين، فإن تقرير الأرباح المرتقب سيكشف الأثر الكامل لهذه القيود على نتائج الشركة.

من المقرر أن تُعلن “إنفيديا” نتائجها الفصلية بعد إغلاق جلسة الأربعاء، مع توقعات المحللين بأرباح مُعدلة للسهم قدرها 1.02 دولار للربع الثاني، وإيرادات تصل إلى 46.45 مليار دولار، بزيادة تتجاوز 50% على أساس سنوي.

مساهمة إنفيديا في  عوائد السوق الفصلية *

الربع

إنفيديا

باقي الشركات

الثالث 2023

0.07

(3.16)

الرابع 2023

0.39

11.58

الأول 2024

2.32

8.25

الثاني 2024

1.72

2.3

الثالث 2024

(0.1)

6.01

الرابع 2024

0.6

2.14

الأول 2025

(1.18)

(3.34)

الثاني 2025

2.37

9.03

رفع تسعة محللين على الأقل من أصل 79 مستهدفاتهم السعرية بناءً على توقعاتهم لنتائج قوية، ليصل المتوسط إلى أكثر من 194 دولارًا، ما يُشير إلى فرصة صعود بنحو 9% مقارنة بسعر الإغلاق الأخير عند 178 دولارًا.

يُعد تقرير أعمال “إنفيديا” اختبارًا حاسمًا لقدرة وول ستريت على تصديق الذكاء الاصطناعي كأطروحة استثمارية، خصوصًا بعد تقرير لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أظهر أن 95% من مشاريع الذكاء الاصطناعي لم تُحقق وفورات مالية أو أرباحًا إضافية.

كما أن تعليقات سام ألتمان، التي شبّه فيها الهوس الحالي بما حدث خلال فقاعة الدوت كوم في التسعينيات، تُضيف المزيد من الضغط على توقعات السوق.

و على مدار السنوات الماضية، سجل سهم “إنفيديا” صعودًا هائلاً، متجاوزًا قيمته التريليون دولار في ماي 2023 و3 تريليونات في يونيو 2024.

لكن توقعات الشركة للفترة المقبلة ستكون الشرارة التي تُحدد إما استمرار موجة المكاسب للمستثمرين، أو خسارة جزء كبير من ثرواتهم الدفترية، وبالتالي تحديد اتجاه الأسواق العالمية في الأشهر القادمة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى