اقتصاد المغربالأخبار

أمطار موسمية تقلب موازين زراعة الأرز بالمغرب وتفتح باب الاكتفاء الذاتي

مع أولى التساقطات الغزيرة التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، بدأ المشهد يتغير في الحقول الممتدة عبر سهول الغرب واللوكوس، حيث استعادت زراعة الأرز جزءًا من بريقها بعد سنوات من التراجع. هذه الأمطار، التي وصفها مهنيون بغير المسبوقة منذ مدة طويلة، أعادت الثقة إلى الفلاحين وأطلقت دينامية جديدة داخل قطاع ظل رهينًا لقيود الجفاف وشح الموارد المائية.

ويعوّل الفاعلون في المجال على أن يشكل الموسم الفلاحي المقبل نقطة تحوّل حقيقية، إذ يُرتقب أن ترتفع المساحات المزروعة بالأرز ابتداءً من شهر مارس إلى ما لا يقل عن 9000 هكتار، أي ضعف المساحة المعتمدة خلال الموسم الحالي، التي لم تتجاوز 4500 هكتار.

ويعكس هذا التوجه تحسن الوضع المائي ومرونة أكبر في تدبير الموارد مقارنة بالسنوات الماضية.

وفي هذا الإطار، أكد محمد العربي الغزواني، رئيس الفيدرالية البيمهنية للأرز، أن محصول نونبر المنصرم جاء “مُرضيًا ومهمًا” بالنظر إلى المساحة المحدودة التي تمت زراعتها، مبرزًا أن هذا السقف حُدّد بتنسيق مع وزارة الفلاحة، حفاظًا على المخزون المائي، خاصة وأن زراعة الأرز تُعد من أكثر الزراعات استهلاكًا للماء.

وبفعل القيود المفروضة على الإنتاج المحلي خلال الفترة السابقة، لم تتجاوز واردات الأرز سنة 2025 نسبة 60 في المائة من الكمية التي كانت مبرمجة، والمقدرة بنحو 55 ألف طن. ويرى مهنيون أن هذا المعطى يعكس بداية تحول تدريجي نحو تعزيز العرض المحلي، خصوصًا في ظل الأجواء المتفائلة التي رافقت التساقطات الأخيرة.

ويجمع فاعلو القطاع على أن هذه الكميات من الأمطار لم تُسجل منذ سنة 2018، ما يفسر موجة التفاؤل السائدة اليوم. فقد عرف الإنتاج الوطني تراجعًا حادًا في السنوات الأخيرة، لينخفض إلى حوالي 55 ألف طن سنة 2023، بعد أن كان يبلغ في المتوسط 74 ألف طن خلال سنتي 2021 و2022، بسبب الجفاف المتواصل.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى