ألفابت تواجه تحديات الذكاء الاصطناعي…بين النمو السريع وتكاليف الاستدلال المحتملة

في ظل تزايد المخاوف بين المستثمرين من أن شركة ألفابت (Google) قد تفقد حصتها السوقية لصالح منافسين مثل ChatGPT، وتصاعد التكاليف المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في محرك البحث، قدم تقرير حديث صادر عن محللي بنك باركليز رؤية معمقة حول هذه التحديات.
يعتمد التقرير على بيانات حديثة كشفت عنها جوجل بشأن حجم أكواد الاستدلال (Inference Tokens) التي تعالجها عبر مختلف منتجاتها وواجهات برمجة التطبيقات، والتي بلغت حوالي 480 تريليون رمز شهريًا، بزيادة هائلة تفوق 49 ضعفًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي سجلت 9.7 تريليون فقط.
ويرجع التقرير هذه القفزة الضخمة إلى استخدام جوجل المكثف لنظرات عامة للذكاء الاصطناعي ضمن محرك البحث، إضافة إلى ميزات أخرى مثل Lens وCircle to Search، فضلاً عن مساهمات مطوري الطرف الثالث.
وعلى صعيد المقارنة، كشفت مايكروسوفت عن معالجة 100 تريليون رمز استدلال في الربع الأول من 2025، منها 50 تريليون في شهر مارس وحده.
ويؤكد باركليز أن حجم الرموز التي تتعامل معها جوجل يفوق تلك الخاصة بمايكروسوفت (Azure) بنحو 5 إلى 6 أضعاف، في ظل كون محرك بحث جوجل أكبر بحوالي 6 مرات من ChatGPT، والذي بدوره يتفوق على Gemini بحجم يتراوح بين 2 إلى 4 أضعاف.
بالرغم من هذا النمو الكبير، تشير التقديرات إلى أن ألفابت أنفقت نحو 750 مليون دولار فقط على تكاليف رموز الاستدلال خلال الربع الأول من 2025، وهو مبلغ يعادل حوالي 1% من إيراداتها من البحث، وهو ما يعتبر إدارة فعالة للتكاليف في ظل الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي، خاصة إذا ما قورنت بتكاليف التشغيل الأساسية التي تمثل نحو 18% من إيرادات البحث، دون احتساب تكاليف استقطاب الزوار.
ويتوقع المحللون أن يزداد استهلاك الرموز بوتيرة أسرع مع إطلاق جوجل لمنتجاتها الجديدة التي لا تزال في مراحلها الأولى، مثل مشاريع Astra وMariner وVeo، والتي من المرجح أن تسهم في زيادة عبء العمل الخاص بالذكاء الاصطناعي.
ويشير التقرير إلى أن النفقات الرأسمالية المخصصة للحوسبة في ألفابت تشكل الآن أكثر من نصف إجمالي الإنفاق الرأسمالي للشركة، مع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي.
رغم هذا النمو في حجم استخدام الذكاء الاصطناعي، لم يُسجل حتى الآن تأثير ملموس على هامش الربح التشغيلي لشركة جوجل على مستوى الأعمال الكلي، إذ تمثل تكاليف الأكواد المستدلة نسبة ضئيلة تبلغ حوالي 1.6% من تكلفة البضائع المباعة والمصروفات التشغيلية في الربع الأول.
عند النظر إلى الصورة السنوية، تمثل تكاليف رموز الاستدلال، التي تصل إلى 750 مليون دولار في كل ربع، حوالي 1.4% من إجمالي إيرادات البحث المتوقعة لعام 2025، مع بقاء تأثير هذه التكاليف في حدود 1% من الإيرادات حتى مع التوسع المستقبلي.
في الختام، يؤكد تقرير باركليز أن الضغوط على هوامش الربح الناتجة عن توسع الذكاء الاصطناعي لا تزال محدودة في الوقت الحالي، لكن مراقبة وإدارة التكاليف ستصبح أكثر أهمية مع تصاعد استخدام هذه التقنيات في السنوات القادمة.