أسعار الذرة العالمية تتراجع رغم صعود قوي في السوق الصينية وسط اضطرابات الطقس

شهدت أسواق الحبوب العالمية تبايناً لافتاً في ختام تداولات يوم الإثنين، إذ استقرت أسعار الذرة في بورصة شيكاغو التجارية على أداء سلبي، متخلية عن الاتجاه الصعودي الذي ساد في جلسات سابقة، وذلك رغم الزخم الملحوظ الذي عرفته السوق الصينية خلال اليوم نفسه.

فقد ارتفعت أسعار الذرة في الصين إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهرين، بفعل اندفاع المشترين لتأمين إمدادات عالية الجودة، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في إلحاق أضرار واضحة بجزء من المحصول في المناطق الشمالية.

هذا الطلب المتزايد، خصوصاً من طرف مصانع الأعلاف ومزارع المواشي، ساهم في تعزيز المكاسب السعرية داخل السوق المحلية.

وسجلت العقود الآجلة في بورصة داليان ارتفاعاً تجاوز 1%، لتلامس أعلى مستوى لها منذ شهر سبتمبر.

وتشير تقديرات شركة Guolian Futures إلى أن منتجي الأعلاف ومربي الخنازير يتوجهون بشكل متسارع نحو شراء الحبوب الجديدة من المقاطعات الشمالية الشرقية، وهي أكبر مناطق الإنتاج في البلاد، بعد أن أدت الأمطار الغزيرة إلى تدهور جودة جزء من المحاصيل.

ورغم توقعات رسمية بحصاد قياسي هذا الموسم، أحدثت الظروف المناخية القاسية حالة من الضبابية، خاصة وأن المقاطعات الشمالية — التي تمثل أكثر من 30% من إجمالي إنتاج الذرة — تعاني من تأخر الحصاد بسبب سوء الأحوال الجوية.

كما يعزز بعض المحللين فرضية تباطؤ المزارعين في تسويق محاصيلهم، ترقباً لمزيد من الارتفاع في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة.

إلى جانب ذلك، أدت التأخيرات المسجلة في نقل الإمدادات عبر السكك الحديدية إلى زيادة الضغوط الصعودية، وفق شركة Guangda Futures، ما عرقل نقل الذرة من مناطق الإنتاج شمالاً نحو مناطق الاستهلاك في الجنوب.

وعند إغلاق جلسة التداول، أنهت العقود الآجلة للذرة في بورصة داليان تعاملاتها عند مستوى 2,220 يواناً للطن (نحو 312 دولاراً)، ما يعزز التوقعات باستمرار الزخم الصعودي في السوق المحلية.

أسواق الحبوب العالمية: أداء متباين

• الذرة:
  اختتمت العقود الآجلة للذرة تسليم مارس تداولاتها في بورصة شيكاغو على انخفاض طفيف، مستقرة عند 4.36 دولار للبوشل.

• الصويا:
  تراجعت العقود الآجلة لفول الصويا تسليم يناير بنسبة 0.2%، لتسجل 11.23 دولار للبوشل.

• القمح:
  انخفضت العقود الآجلة للقمح تسليم مارس بنسبة 0.8%، لتستقر عند 5.34 دولار للبوشل.

وبهذا التباين، تعكس أسواق الحبوب العالمية حالة من عدم اليقين بين تأثيرات الطقس على الإنتاج في الصين، وضغوط السوق الدولية التي تقودها تحركات الطلب والمضاربات واتجاهات سلاسل الإمداد.