أزمة الطيران الأمريكي تتفاقم مع الإغلاق الحكومي عشية عيد الشكر

مع اقتراب عيد الشكر، يواجه المسافرون في مطارات الولايات المتحدة حالة من القلق الشديد بسبب الإغلاق الحكومي المستمر منذ 36 يومًا، ما يهدد بانكماش حاد في حركة الطيران في واحدة من أكثر الفترات ازدحامًا خلال العام.
ويأتي هذا التوتر وسط نقص حاد في عدد مراقبي الحركة الجوية الذين يعملون بدون رواتب منذ أكثر من شهر.
بدأ الإغلاق في الأول من أكتوبر نتيجة خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تمويل برنامج التأمين الصحي “أوباما كير”، ما أدى إلى توقف رواتب نحو 750 ألف موظف فيدرالي، مستمرًا في تعطيل عمل الإدارة الفيدرالية للطيران.
أعلن وزير النقل الأمريكي، شون دافي، عن خفض تدريجي في الرحلات الجوية، بنسبة 4% يوم الجمعة، لتصل إلى 10% الأسبوع المقبل، بهدف تخفيف الضغط عن المراقبين وضمان سلامة المسافرين.
وتشمل الإجراءات نحو 40 مطارًا رئيسيًا، من بينها المطارات الأكثر ازدحامًا في شيكاغو، أتلانتا، دالاس، دنفر ولوس أنجلوس.
قدّر مزود تحليلات الطيران “سيريوم” أن التخفيضات ستؤدي إلى إلغاء حوالي 1800 رحلة وفقدان أكثر من 268 ألف مقعد يوم الجمعة وحده، ما يمثل ضربة قوية لجدول الرحلات في فترة الذروة.
وتتصدر مطارات مثل “أوهير” في شيكاغو و”هارتسفيلد-جاكسون” في أتلانتا قائمة الأكثر تضررًا، حيث قد تخسر الأولى 121 رحلة، والثانية 104 رحلات، في حين قد تصل الخسائر في مطارات دالاس-فورت وورث و دنفر إلى 95 رحلة لكل منهما، و72 رحلة في لوس أنجلوس، بينما تفقد مطارات نيويورك الثلاثة بين 50 و60 رحلة.
أكدت شركات الطيران، مثل “يونايتد إيرلاينز” و”أمريكان إيرلاينز”، أن معظم رحلاتها الدولية والداخلية لن تتأثر بشكل كبير، لكنها أشارت إلى تطبيق سياسات مرنة لاسترداد الأموال للمسافرين الذين يختارون عدم السفر خلال هذه الفترة.
كما حثت شركات الطيران الكونجرس على إنهاء الإغلاق فورًا، محذرة من تداعياته الاقتصادية الواسعة.
يشكل نقص الموظفين، خصوصًا مراقبي الحركة الجوية البالغ عددهم نحو 14 ألفًا، السبب الرئيسي وراء خفض السعة، في ظل استمرار حوالي 60 ألف موظف من إدارة أمن النقل في العمل بدون أجر.
ويعاني النظام الجوي الأمريكي من نقص مزمن يصل إلى 3500 مراقب عن الحد المطلوب، مما يضاعف ساعات العمل ويزيد من التأخيرات والإلغاءات، حيث قفزت نسبة الإلغاء إلى 44% يوم الأحد الماضي.
ليست هذه الأزمة الأولى التي يهدد فيها الإغلاق الحكومي قطاع الطيران، إذ شهدت الولايات المتحدة إغلاقًا مشابهًا بين 2018 و2019 استمر 35 يومًا، وكان توقف الرحلات في مطار “لاجوارديا” لحظة حاسمة أجبرت الكونجرس على إيجاد حل سريع.
تأتي هذه الإجراءات في سياق محاولات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب للضغط على الديمقراطيين لإنهاء الإغلاق، وسط تحذيرات من أن استمرار الأزمة يضر بالاقتصاد ويضع الأمريكيين أمام أزمة غير مسبوقة.



