TGCC تقتنص مشروع المركز الاستشفائي الجامعي ببني ملال بـ 538 مليون درهم

دخل قطاع الصحة في جهة بني ملال مرحلة جديدة مع انطلاق مشروع بناء المركز الاستشفائي الجامعي، الذي يمثل أحد أكبر الاستثمارات الطبية في المغرب.
بعد سنوات طويلة من النقص المزمن في البنيات التحتية الطبية وضعف الخدمات الصحية، يضع هذا المشروع حدًا لفترة طويلة من الحرمان، ويمنح ساكنة الجهة التي تتجاوز 1,6 مليون نسمة أملًا بتحول جذري في منظومة الرعاية الصحية.
وقد تم منح صفقة بناء المستشفى لشركة TGCC بقيمة 538 مليون درهم، أي ما يقارب نصف تكلفة المشروع الإجمالية التي تتجاوز مليار درهم، على أن يتم إنجازه خلال 20 شهرًا، ليكون تسليمه قبل سنة 2027 موعدًا محوريًا للقطاع الصحي في المنطقة.
صُمم المركز ليستوعب أكثر من 520 سريرًا، موزعة بين 180 سريرًا للطب العام، 150 للجراحة، 90 لطب النساء والتوليد، 40 لطب الأطفال، و10 أسرّة للاستشفاء الخاص بالمؤسسات السجنية.
كما يشمل المستشفى مستشفى نهاريًا بسعة 35 سريرًا للطب و25 للجراحة، إلى جانب وحدة للغسيل الكلوي مزودة بعشرة مولدات ووحدتين للإنعاش بطاقة إجمالية تصل إلى 40 سريرًا، بما فيها وحدات خاصة للأطفال وحديثي الولادة.
ويحظى المشروع ببنية تقنية متكاملة تشمل قطبًا للقلب والشرايين، و20 قاعة جراحية مجهزة بالكامل، ومركزًا متطورًا للتصوير الطبي، ومختبرًا حديث التجهيز، إلى جانب مركز محاكاة يعد الأول من نوعه في الجهة لتكوين الطلبة والأطر الصحية.
وتشمل مرافق المستشفى الحيوية الصيدلية المركزية، ومصلحة التعقيم، والمشرحة، والمطبخ، والمصبنة، وورشات تقنية، ومحطة لمعالجة النفايات الطبية، إضافة إلى إقامة جامعية تضم 60 سريرًا لفائدة الطلبة والأطباء الداخليين.
وجاءت صفقة TGCC بعد منافسة قوية مع شركة Urbager التي قدمت عرضًا بقيمة 542 مليون درهم، في حين تم استبعاد الشركة الصينية Shandong Hi-Speed Engineering خلال دراسة الملفات، ما يعكس حجم الاهتمام والتنافس على المشروع بالنظر إلى قيمته الكبيرة وأثره المستقبلي.
ويعد هذا المركز أكثر من مجرد بناء ضخم وهندسة عصرية؛ فهو خطوة استراتيجية نحو تحقيق العدالة الصحية وتقليص الفوارق بين الجهات، كما سيخلق قطبًا طبيًا جامعيًا قادرًا على استقطاب الكفاءات المحلية وتكوين أجيال جديدة من الأطباء والممرضين دون الحاجة للتنقل إلى مدن بعيدة، ما يعزز مكانة بني ملال كمركز صحي وتعليمي مهم في المملكة.




