SK Hynix تتصدر مشهد رقائق الذكاء الاصطناعي وتسجل أرباحًا تاريخية رغم التحديات المقبلة
حققت شركة SK Hynix الكورية الجنوبية، المورّد الرئيسي لرقائق الذاكرة لشركة Nvidia، أرباحًا غير مسبوقة خلال الربع الثاني من العام، مدفوعة بالطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي، في وقت تُواصل فيه هذه الصناعة تحقيق نمو لافت على المستوى العالمي.
وأعلنت الشركة عن ارتفاع أرباحها التشغيلية بنسبة 69% لتبلغ 9.2 تريليون وون كوري (6.69 مليار دولار)، متجاوزة توقعات المحللين التي قدرت الأرباح بـ9 تريليون وون. كما سجلت الإيرادات نموًا قويًا بنسبة 35% لتصل إلى 22.2 تريليون وون، في نتيجة تعكس الزخم القوي في قطاع التكنولوجيا المرتبط بالذكاء الاصطناعي.
وأكدت الشركة أن الطلب المستمر على معالجات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما رقائق HBM (الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي)، كان المحرك الرئيسي لهذا الأداء المالي المتميز، مشيرة إلى أن احتمالية حدوث تباطؤ كبير في الطلب خلال النصف الثاني من العام تعتبر منخفضة.
هذا الأداء المذهل مكّن SK Hynix من تجاوز منافستها العملاقة سامسونغ إلكترونيكس، لتصبح حاليًا أكبر منتج لرقائق الذاكرة في العالم، بفضل تفوقها في تطوير رقائق HBM التي تُعد مكونًا أساسيًا في وحدات معالجة الذكاء الاصطناعي الخاصة بـNvidia.
تُعد رقائق HBM من SK Hynix عنصرًا لا غنى عنه في أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة، لما توفره من سرعة وكفاءة في معالجة البيانات الكبيرة، وهو ما يعزز من قيمتها الاستراتيجية داخل منظومة الحوسبة المتقدمة.
في المقابل، وعلى الرغم من هذا التفوق، حذرت الشركة من مخاطر مستقبلية محتملة، مثل التهديد بفرض رسوم جمركية أمريكية على واردات أشباه الموصلات، وهو ما أشار إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كما خفضت مجموعة غولدمان ساكس تصنيفها لسهم SK Hynix من “شراء” إلى “محايد”، مشيرة إلى مخاوف بشأن المنافسة المتزايدة في سوق HBM، وتوقعات بانخفاض الأسعار في عام 2026.
ورغم هذه التحديات، أعلنت SK Hynix عن نية لزيادة إنفاقها الاستثماري خلال الفترة المتبقية من عام 2025، وحتى 2026، تلبيةً للطلب المتزايد من العملاء، واستعدادًا لتوسيع حضورها في سوق الذكاء الاصطناعي العالمية.
مع استمرار صعود قطاع الذكاء الاصطناعي كقوة محركة للاقتصاد الرقمي، تواصل SK Hynix ترسيخ موقعها كشركة محورية في صناعة أشباه الموصلات، رغم ما يلوح في الأفق من تحديات تنظيمية وتنافسية.
