تراجع سعر البتكوين بفعل العزوف عن المخاطرة وزيادة عوائد السندات الأمريكية
تراجعت العملة الرقمية “البتكوين” خلال تعاملات يوم الأربعاء لتسجل انخفاضًا لليوم الثاني على التوالي، بعد فشلها في الحفاظ على مستوى التداول فوق 100,000 دولار.
ووصلت العملة إلى أدنى مستوى لها خلال أسبوع، في ظل عزوف المستثمرين عن المخاطرة بسبب تقلبات الأسواق العالمية.
يرجع السبب الرئيسي لهذا العزوف إلى الارتفاع الكبير في العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، والذي جاء عقب صدور بيانات اقتصادية قوية في الولايات المتحدة.
هذه البيانات دفعت الأسواق إلى إعادة النظر في احتمالات خفض أسعار الفائدة الفيدرالية خلال يناير المقبل.
وينتظر المستثمرون بفارغ الصبر صدور محضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم، حيث يُتوقع أن يقدم إشارات واضحة حول مستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة للعام الجاري.
و على منصة “بتستامب”، انخفض سعر البتكوين بمقدار 2,411 دولارًا، أي بنسبة 2.5%، ليصل إلى 94,511 دولارًا، وهو أدنى مستوى خلال أسبوع. وكان السعر قد افتتح التعاملات عند 96,922 دولارًا، وسجل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 97,247 دولارًا.
و اختتمت البتكوين تعاملات يوم الثلاثاء بخسارة بلغت 5.2%، وهي أول خسارة لها في ثمانية أيام.
جاء هذا التراجع نتيجة عمليات التصحيح وجني الأرباح، بعدما سجلت أعلى مستوى لها خلال ثلاثة أسابيع عند 102,760 دولارًا في وقت سابق من اليوم.
انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بأكثر من 65 مليار دولار يوم الأربعاء، لتصل إلى 3.462 تريليون دولار.
جاء هذا التراجع في ظل الضغوط التصحيحية التي طالت البتكوين وعددًا من العملات الرقمية الرئيسية الأخرى.
شهد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ارتفاعًا بنسبة 0.9% يوم الأربعاء، ليواصل مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي.
وسجل العائد أعلى مستوى له خلال تسعة أشهر عند 4.724%. هذا الارتفاع ألقى بظلاله على شهية المخاطرة لدى المستثمرين في الأسواق المالية.
هذا الارتفاع في سوق السندات يعكس توقعات المتداولين بأن الاحتياطي الفيدرالي سيأخذ وقتًا أطول في خفض أسعار الفائدة، خاصة بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة قوة الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة.
لا تزال الأسواق الرقمية تواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة التحولات في السياسة النقدية الأمريكية والتقلبات في سوق السندات.
مع ترقب محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، يظل مستقبل أسعار العملات الرقمية، بما فيها البتكوين، مرتبطًا بشكل كبير بحركة الأسواق المالية العالمية وتوجهات السياسة النقدية.