تكنولوجياالاقتصادية

الذكاء الاصطناعي في تجارة التجزئة: تأثيره على الشراء والمخاوف من الخصوصية

مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في جوانب متعددة من حياتنا اليومية، أصبح من الواضح أن هذه التقنيات الحديثة تلعب دورًا محوريًا في توجيه رغبات المستهلكين واتجاهاتهم الشرائية.

وقد دفع ذلك تجار التجزئة إلى تبني أدوات تكنولوجية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بهدف التأثير على قرارات الشراء.

تتمثل الحوافز القوية التي تدفع تجار التجزئة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في سعيهم المتواصل لزيادة المبيعات، سواء على مدار العام أو في موسم العطلات والمناسبات الخاصة، حيث تتيح التقنيات الحديثة القدرة على استهداف المستهلكين بشكل أكثر دقة وفاعلية.

لقد وجد تجار التجزئة في الذكاء الاصطناعي أداة مثالية لدفع أعمالهم إلى الأمام. فالتقنيات مثل التعلم الآلي الذي يحاكي الذكاء البشري، والتحليلات التنبؤية واللغات الكبيرة، تساعد الشركات في معرفة تفضيلات المستهلكين وتقديم العروض المناسبة لهم بأسعار متوافقة مع رغباتهم.

دور الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية • تجزئة سعودية

إضافة إلى ذلك، يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمة العملاء من خلال الرد الآلي على استفسارات المستهلكين على مدار الأسبوع، مما يوفر تكاليف تشغيل موظفي خدمة العملاء.

إلى جانب هذه الفوائد، يقوم الذكاء الاصطناعي أيضًا بتنظيم المحتوى المخصص لكل عميل وتقديم توصيات المنتجات بناءً على سلوك المستخدم، مما يعزز تجربته ويزيد من المبيعات.

ما أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي لدى تجار التجزئة؟

الاستراتيجية

التوضيح

تحليل البيانات

– مع اتساع عمليات البحث عن المنتجات عبر الإنترنت ومواقع البيع بالتجزئة، أصبحت هناك كمية ضخمة من البيانات والتي قد لا تتمكن بعض الشركات من التعامل معها.

– يمكن من خلال تقنيات التعلم الآلي، استبعاد البيانات غير الهامة والتركيز فقط على البيانات التي قد تُفيد الشركات في تعزيز المبيعات.

– يمكن كذلك استخدام تقنيات متجددة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تُمكن المحللين من إنجاز أعمالهم بشكل أسرع وأكثر دقة.

التحفيز السلوكي

– عادة ما يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتصميم مواقع الويب والتطبيقات بشكل يشجع المستخدمين على التصرف بطرق معينة، مثل إنفاق المزيد من المال.

– قد تكون بيانات الزيارات من مواقع البيع المختلفة ملهمة لاستنباط واجهة المستخدم الأكثر جاذبية وسلاسة بالنسبة للمشترين، والابتعاد عن الواجهات الأخرى الأكثر تعقيدًا.

الإعلانات المستهدفة

– تعتمد تلك الطريقة على نشاط المستخدم على المواقع المختلفة، لمعرفة المنتجات التي يفضلها ويبحث عنها بشكل مستمر، لمحاولة توفيرها بأسعار تنافسية على المنصة.

– تبدو تلك الطريقة مشابهة لعمل منصات التواصل الاجتماعي، عندما تعرض لكل مستخدم محتوى يختلف عن الآخر وفقًا لاهتماماته للبقاء أطول فترة ممكنة على الموقع.

– وفي حال تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي ببيانات ضخمة عن سلوكيات المستخدمين، سيعمل على تحليلها وعرض منتجات تتوافق مع كل مشترٍ.

التسعير الديناميكي

– يعمل الذكاء الاصطناعي على تعديل أسعار المنتجات والخدمات في الوقت الفعلي بناءً على عوامل مثل الطلب ومستويات المخزون وحتى تاريخ شراء المستخدم.

– كما من الممكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تقديم أفكار جديدة عن طرق الدفع، مثل التقسيط بناءً على بيانات شركات الدفع ومدى تحملها لتلك الطرق.

– تُعتبر استراتيجية التسعير الديناميكي مفيدة في أوقات العروض والعطلات، والتي تنتعش فيها عمليات التسوق بشكل كبير.

 

ومع انتشار التسوق عبر الإنترنت في العديد من البلدان، أصبح من الممكن توليد كميات هائلة من البيانات وتحليلها، ما يسمح للشركات المتخصصة بتقديم توصيات دقيقة تساهم في رفع الإيرادات.

رغم هذه المزايا الواضحة، يظل هناك جانب آخر يتطلب الانتباه، يتمثل في المخاطر المتعلقة بخصوصية المستهلك. قد تحدث انتهاكات لخصوصية المستخدمين أو يتم استخدام بياناتهم الشخصية دون موافقتهم، مما يثير القلق حول حماية المعلومات الشخصية للمستهلكين.

وتعتمد هذه المخاطر بشكل كبير على الأطر التنظيمية والقوانين التي تفرضها الدول على استخدام الذكاء الاصطناعي، وكذلك على موافقة المستهلكين بأنفسهم على استخدام بياناتهم لتحسين تجربتهم. ومن هنا، تبرز أهمية وجود تنظيمات قوية لضمان الحفاظ على حقوق المستهلكين في العصر الرقمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى