تعد أسواق الأسهم بيئة غنية بالفرص والتحديات، حيث تتنوع الأساليب الاستثمارية والتوجهات وفقًا للأجيال المختلفة. فما هي الأجيال الأكثر نشاطًا في هذا المجال؟
هل هي الأجيال المخضرمة التي تمتلك خبرة واسعة، أم الشباب الذين يتوجهون للاستثمار من خلال تطبيقات الهواتف الذكية؟
تشير دراسة حديثة أعدها المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن 70% من المستثمرين الأفراد في أسواق المال حول العالم هم من دون سن 45 عامًا، ما يعكس تحولًا واضحًا نحو الأجيال الشابة في هذا القطاع.
في الصين، أفاد أكثر من 90% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و32 عامًا والذين حصلوا على تعليم جامعي، أن الاستثمار أصبح جزءًا أساسيًا من خططهم المالية، في حين أن الأساليب التقليدية مثل الاستثمار في العقارات لم تعد سائدة كما كانت سابقًا.
أما في الهند، فقد انضم أكثر من 120 مليون شخص إلى عالم الاستثمار بين عامي 2019 و2023، مع تزايد عدد المستثمرين من جيل الألفية وجيل زد (الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و35 عامًا).
و أظهرت الدراسات أن جيل الألفية (28-43 عامًا) يظل الأكثر نشاطًا في الأسواق المالية. وفقًا لدراسة أجرتها الهيئة التنظيمية لصناعة الأوراق المالية في الولايات المتحدة، يمتلك 62% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و49 عامًا استثمارات في الأسهم، سواء بشكل مباشر أو من خلال حسابات التقاعد.
ويميل هذا الجيل إلى تفضيل الاستثمارات في أسهم الشركات المستدامة، التي تشكل نحو 25% من محافظهم الاستثمارية.
وفي الوقت نفسه، يواصل جيل زد (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عامًا) تعزيز مشاركتهم في الأسواق المالية، مدفوعين بتطور التكنولوجيا وظهور منصات التداول عبر الإنترنت.
بحسب دراسة لشركة “تشارلز شواب” لعام 2023، يستثمر 15% من جيل زد في الأسهم بشكل نشط، وهي نسبة تضاعفت مقارنة بعام 2020.
الطفرة التي شهدتها منصات التداول التكنولوجية مثل “روبن هود” و”إي تريد” تمثل واحدة من أكبر العوامل التي ساعدت في جذب الأجيال الشابة إلى عالم الاستثمار.
هذا التطور التكنولوجي، مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وتيك توك، جعل من السهل على الشباب الوصول إلى المعلومات المالية، ما دفعهم إلى اتخاذ خطوات جريئة في مجال الاستثمار.
و على الرغم من هذا التقدم، يظل التحدي الأكبر في تحقيق مستوى عالٍ من الثقافة المالية. تشير الدراسات إلى أن 33% فقط من البالغين حول العالم يمتلكون المعرفة المالية الكافية للاستثمار بشكل فعال.
|
نسبة الإجابة الصحيحة فيما يتعلق بالثقافة المالية وفقًا للفئة العمرية بالولايات المتحدة |
|
|
الفئة العمرية |
نسبة الإجابة الصحيحة |
|
جيل زد (1997-2012) |
%13 |
|
جيل الألفية (1981-1996) |
%20 |
|
جيل إكس (1965-1980) |
%37 |
|
جيل طفرة المواليد (1946-1964) |
%49 |
|
مواليد (1928-1945) |
%45 |
وفي الولايات المتحدة، وجد أن 18.3% فقط من الشباب في الفئة العمرية 18-34 عامًا كانوا قادرين على الإجابة بشكل صحيح على الأسئلة المالية الأساسية.
لكن، مع تطور التكنولوجيا، أصبحت مصادر التعليم المالي أكثر توافرًا وسهولة، خاصة من خلال التطبيقات المخصصة والألعاب التعليمية التي يمكن أن تجعل تعلم هذا المجال أكثر إثارة.
أثبتت الدراسات أن الأفراد الذين يمتلكون تعليمًا ماليًا أفضل يحققون عوائد أعلى من الاستثمارات ويظهرون قدرة على اتخاذ قرارات استثمارية أكثر استنارة. كما أن الثقافة المالية تؤثر بشكل إيجابي على استراتيجيات التخطيط للتقاعد وإدارة الأموال الشخصية.
يمثل الجيل الجديد من المستثمرين، خاصة جيل الألفية وجيل زد، قوة متزايدة في أسواق المال العالمية. مع التقدم التكنولوجي وانتشار منصات التداول، يزداد تفاعلهم مع السوق، رغم التحديات التي تواجههم بسبب نقص الثقافة المالية.
وبالنظر إلى هذه الاتجاهات، من المتوقع أن يستمر هؤلاء المستثمرون في تشكيل مستقبل أسواق الأسهم من خلال تفضيلاتهم التي تأثرت بالتكنولوجيا والقيم الاجتماعية.
