إدريسي: نسبة المقاولات التي تديرها النساء في المغرب لا تتجاوز 15%
قالت أمال إدريسي، المديرة التنفيذية للمرصد المغربي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، إن نسبة المقاولات التي تديرها النساء في المغرب لا تتجاوز 15%، وهي نسبة ثابتة منذ عام 2020.
وأشارت إدريسي، خلال مؤتمر صحفي بمناسبة تقديم تقرير المرصد للفترة 2022-2023، إلى أن هذه النسبة ما زالت تعكس تفاوتًا واضحًا بين الجنسين، خاصة في ما يتعلق بالوصول إلى التمويل البنكي.
وأوضحت إدريسي أن الدراسة التي أجريت للمقارنة بين بيانات سنة 2023 (373.835 مقاولة) و2022 (344.563 مقاولة) أظهرت استمرار الفجوة في فرص الحصول على التمويل، حيث أظهرت الأرقام أن 14.6% فقط من المقاولات التي تديرها النساء تستطيع الوصول إلى التمويل البنكي، وتستحوذ هذه المقاولات على 11.3% فقط من إجمالي التمويل.
على المستوى الجهوي، تبرز بعض المناطق بمعدلات أعلى من المتوسط الوطني، حيث تسير النساء 17.6% من المقاولات في جهة مراكش آسفي، 16.6% في جهة الرباط سلا القنيطرة، و15.6% في جهة الدار البيضاء سطات. بالمقابل، تسجل جهات مثل بني ملال خنيفرة والشرق نسبًا أدنى لا تتجاوز 10%.
وفيما يتعلق بالقطاعات، أكدت إدريسي أن النساء يحققن حضورًا كبيرًا في قطاعات معينة مثل الصحة والعمل الاجتماعي (حيث يشكلن 40% من المقاولات)، والخدمات مثل صالونات التجميل والعناية بالبشرة (30%) والتعليم (30%). أما في قطاعات النقل والتخزين، والصناعات الاستخراجية والبناء، فالنسبة منخفضة جدًا ولا تتجاوز 10%.
أما بالنسبة لتطور إنشاء المقاولات بين عامي 2017 و2023، فقد كشفت إدريسي عن زيادة ملحوظة في عدد المقاولات التي تم تأسيسها، حيث بلغ عددها 96.442 مقاولة في 2023، بزيادة قدرها 20% مقارنة بعام 2017.
هذه الزيادة كانت مدفوعة بشكل رئيسي بظهور المقاولات الصغيرة جدا، التي تمثل 99% من المقاولات الجديدة.
وسجلت بعض القطاعات مثل الإعلام والاتصال، والأنشطة العقارية، والصحة والعمل الاجتماعي مستويات إحداث أعلى مقارنة بما قبل الجائحة.
وفي السياق نفسه، أكدت إدريسي أن الأزمة الصحية والانتعاش الاقتصادي أثرا بشكل غير متساو على مختلف أنواع المقاولات.
إذ تأثرت المقاولات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص، مما أدى إلى زيادة كبيرة في معدل الإغلاق في بعض الجهات مثل سوس ماسة، فاس مكناس، ومراكش آسفي، في حين شهدت جهة طنجة تطوان الحسيمة زيادة ملحوظة بنسبة 74% في إحداث المقاولات.
وعلى الصعيد القطاعي، شهدت بعض المجالات مثل الأنشطة المتخصصة في العلوم والتقنيات إضافة إلى الأنشطة المتصلة بالبيئة والتكنولوجيا الحديثة زيادة كبيرة في القيمة المضافة، تجاوزت 50% بين عامي 2017 و2023.
بينما استمرت قطاعات التجارة والصناعة التحويلية والبناء في الهيمنة على رقم المعاملات، حيث تمثل 72% من إجمالي رقم معاملات المقاولات في المغرب.
وبخصوص سوق العمل، أظهرت إدريسي أن المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، التي تمثل 73% من إجمالي العاملين في المغرب، شهدت تباطؤًا في نمو التوظيف بعد الجائحة، حيث تراجع معدل التوظيف من 8.7% إلى 6% بعد الجائحة.
لكن بعض الجهات مثل سوس ماسة، مراكش آسفي، والشرق سجلت زيادة في أعداد العاملين، بينما شهدت جهة الدار البيضاء سطات تباطؤًا رغم أنها تمثل 32.1% من المقاولات الصغيرة جدًا و38.3% من إجمالي العاملين.
ختامًا، يقدم التقرير السنوي للمرصد صورة شاملة عن التطورات الديموغرافية والاقتصادية والمالية في النسيج المقاولاتي المغربي، مع التركيز على تطور التوظيف في مرحلة ما بعد الجائحة وأداء ريادة الأعمال النسائية في المغرب.