صناديق الاستثمار المتداولة تعيد تشكيل الأسواق العالمية بنمو استثنائي في 2024
تشهد أسواق المال العالمية تحولًا كبيرًا بفضل صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs)، التي تحقق نموًا غير مسبوق في عام 2024.
وفقًا لتقرير بنك أوف أمريكا، تجاوزت قيمة أصول هذه الصناعة 15 تريليون دولار، مع تدفقات رأسمالية بلغت 1.6 تريليون دولار، بالإضافة إلى إطلاق 1485 صندوقًا جديدًا.
تتمثل الفائدة الكبرى لصناديق الاستثمار المتداولة في تقديم سيولة استثمارية عالية وكفاءة ضريبية ممتازة، فضلاً عن تسهيل الوصول إلى مختلف الأسواق. التأثير الواضح لهذا النمو يتجلى من خلال عدة اتجاهات رئيسية تُعيد رسم معالم مشهد الاستثمار:
تقليص الفجوات في أداء الأصول
تشهد صناديق الاستثمار المتداولة تحولات ملحوظة في تدفق الأموال، حيث جذبت صناديق الخزانة 28 مليار دولار على الرغم من تسجيل خسائر، بينما شهدت قطاعات مثل الطاقة والذهب تدفقات خارجة.
وعادةً ما تتبع التدفقات المالية العوائد، وهو ما يوضحه المحللون من خلال التوقعات بانغلاق الفجوات بين الأصول مع تحول الفائدة من 2% إلى 5%.
تفوق الصناديق النشطة على الصناديق السلبية
لأول مرة في عام 2024، تجاوزت صناديق الاستثمار المتداولة النشطة نظيرتها السلبية من حيث العوائد. كما تحول أكثر من 120 صندوقًا مشتركًا إلى صناديق مؤشرات متداولة، مما أدى إلى تغيرات في تدفقات الأموال نحو الاستثمارات النشطة.
التوسع في الأصول غير السائلة
تقوم صناديق المؤشرات المتداولة بفتح المجال أمام استثمار الأصول غير السائلة، مثل التزامات القروض المضمونة (CLOs)، حيث ارتفعت الأصول المدارة في هذا القطاع بنسبة 245% خلال العام الماضي.
كما تظهر صناديق المؤشرات المتداولة المخصصة لقطاعات معينة مثل الصناعات والدفاع تحسنًا ملحوظًا في الأداء مقارنة بالمؤشرات التقليدية.
التدفقات العالمية والإقليمية
شهدت صناديق المؤشرات المتداولة خارج الولايات المتحدة تدفقات قدرها 583 مليار دولار، وهو ما يمثل 38% من إجمالي التدفقات الداخلة.
وبذلك، أصبح هناك أكثر من 2 صندوق استثمار متداول في الأسواق الدولية مقابل كل صندوق في الولايات المتحدة.
الابتكارات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي
في إطار سعيها لتوسيع نطاق عملها، تعتمد بعض صناديق الاستثمار المتداولة الآن على الذكاء الاصطناعي وتستثمر في المشتقات والعملات المشفرة، مما يفتح أفقًا جديدًا أمام المستثمرين.
التنافس بين الصناديق الكبرى
لا تزال “SPY” التي تم إطلاقها في عام 1993 هي الأضخم في هذا القطاع، لكن الصناديق المنافسة مثل “VOO” تشهد تزايدًا ملحوظًا في الشعبية.
ومع انخفاض نسبة المصروفات، يتوقع المحللون أن يتفوق صندوق “VOO” على “SPY” بحلول عام 2026.
إجمالاً، تواصل صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة إعادة تعريف عالم الاستثمار، مع تبني تقنيات جديدة وتوسيع نطاقها العالمي.
ومن المتوقع أن تظل هذه الصناعة في نمو مستمر خلال عام 2025، مع المزيد من الابتكارات والتطورات التي ستسهم في تعزيز تأثيرها في الأسواق المالية العالمية.