الجواهري: الدعم المباشر ليس حلاً دائماً وتنظيم المغرب للمونديال خطوة ذكية
رفض عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، أمس الثلاثاء، أن يُعتمد الدعم المباشر كحل دائم، مشددًا على ضرورة تحديده في إطار زمني معين.
كما أشار إلى أن الحلول المستدامة لمشكلة البطالة تكمن في تعزيز النمو الاقتصادي، معتبرًا أن المغرب اختار طريقة ذكية في تنظيم المونديال 2026.
وأوضح الجواهري في ندوة صحفية عقب الاجتماع الفصلي لمجلس بنك المغرب أن الدعم المباشر قد يكون مقبولًا في فترات معينة، ولكن لا يجب أن يصبح حلاً دائمًا.
وقال: “الدعم يجب أن يكون في ظرفية معينة وعند الحاجة، ولكن استمراره يخلق اعتمادًا غير صحي على المساعدات، دون أن يسهم في زيادة التشغيل”.
وأضاف أن استمرار هذه السياسات لفترة طويلة سيؤدي إلى تقليص هامش الميزانية ويجعل فرص العمل المتاحة أقل تأثيرًا.
وأكد أن الحلول الدائمة للتشغيل تتطلب من الدول والمؤسسات العمومية والخاصة العمل على خلق وظائف تساهم في نمو الاقتصاد الوطني بشكل مستدام.
كما أشار إلى أن تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي يطلع عليه بنك المغرب سنويًا، يدعو إلى استبدال الدعم المباشر بتحسين الدخل وتوفير فرص الشغل للفئات الهشة، وهو الخيار الذي اعتبره الجواهري “صائبًا”.
و فيما يتعلق بارتفاع معدلات البطالة في المغرب، التي أشار إليها المندوب السامي للتخطيط شكيب بنموسى، أكد الجواهري أنه يعتمد على أرقام المندوبية السامية ولا يملك تعليقًا إضافيًا عليها.
ومع ذلك، شدد على أن حل البطالة لا يكون إلا من خلال تعزيز النمو وزيادة ثروة البلاد وتوزيعها بشكل عادل، مؤكدًا أن الحلول التي تعتمد على قرارات إدارية أو تدابير جزئية لن تؤدي إلى نتائج مستدامة.
وأشار إلى أن القطاعات غير الفلاحية شهدت تطورًا إيجابيًا مؤخرًا، وأن توقعات النمو بلغت 3.9%، وهو ما اعتبره تحسنًا جيدًا.
و مع ذلك، دعا إلى ضرورة العودة إلى معدلات نمو أعلى تتراوح بين 4 و5% لتحقيق مزيد من الفرص. وأبدى الجواهري انزعاجه من ارتفاع معدل بطالة الشباب بين 16 و24 سنة إلى 50%، مشيرًا إلى أن الظروف الاقتصادية الخارجية، خاصة في أوروبا، تساهم في هذا الوضع بسبب مخاوف من الانكماش.
فيما يخص تأثيرات تنظيم المغرب للمونديال 2026، اعتبر الجواهري أن اختيار المغرب لتنظيم الحدث الرياضي “ذكي”، لا سيما أنه سيتم بالتعاون مع دول أخرى، منها إسبانيا، مما سيزيد من تأثيره الإيجابي على الاقتصاد الوطني.
وقال الجواهري: “التحضير للمونديال سيخلق فرصًا جديدة، وقد تؤدي إلى زيادة القروض البنكية بنسبة 5.5%، وهو ما يشير إلى تزايد الاستثمارات والفرص الاقتصادية”.
وأكد الجواهري أن تمويل المونديال يجب أن يتم عبر الميزانية الوطنية، ولكن من الضروري أن تترتب عنه مداخيل تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي، مشيرًا إلى أن الزيادة في الإنفاق قد لا تؤدي إلى تضخم إذا تم تمويله بشكل صحيح ولم يؤثر على التوازن النقدي.
وأضاف أن هذه الافتراضات لا تزال بعيدة، حيث إن المغرب نظم المونديال بطريقة تراعي التوازنات الاقتصادية الكبرى، مما يبعث على التفاؤل.
وفي سياق الحديث عن تأثير تنظيم المونديال، أشار الجواهري إلى أن الدول التي سبق لها تنظيم هذه التظاهرات شهدت انتعاشًا اقتصاديًا وماليًا كبيرًا.
واعتبر أن المغرب اختار الطريقة الأمثل بتنظيم الحدث مع بلدان أخرى، حيث ستكون التكاليف أقل، والمنشآت ستساهم في التنمية المستدامة إذا تم استخدامها بشكل إيجابي بعد انتهاء الحدث، مما سيجنب البلاد الأعباء المالية على المدى الطويل.
أكد الجواهري أن المغرب قادر على التعامل مع هذه التحديات الاقتصادية بحذر وبخطط استراتيجية تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل المستدامة، مع الاستفادة من فرص تنظيم المونديال لتعزيز التنمية والبنية التحتية.